المقالات

حادثة الطفل “ريان” والدروس المستفادة

قدَّر الله وما شاء فعل؛ فرغم كل الجهود والمحاولات لإنقاذ الطفل المغربي #ريان إلا أنه لا راد لأمر الله، وعلينا أن نستفيد بعض الدروس الإيمانية والحياتية من هذه التجربة الحزينة والمؤلمة، والتي أوردها فيما يلي:-

1. إخوة يوسف -عليه السلام- أرادوا قتله والله-عز وجل- أراد له غير ذلك؛ فهيئ له الأسباب لجعل غيابة الجب (ظلمة البئر) مخرجًا لإنقاذه من القتل (قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ) ثم أراد بعظيم لطفه وعنايته النجاة؛ فهيئ له أسباب الخروج منها سليمًا معافى، وهو -عز وجل- الذي أراد فهيئ الأسباب فأخرج سيدنا يونس -عليه السلام- من ظلمات ثلاث..ظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت، وظلمة الليل فأخرجه سليمًا معافى، وحادثة الطفل المغربي ريان تفاعلت معها المشاعر الإنسانية في العالم بأسره، وكانوا يريدون له أمرًا، وأراد الله له أمرًا لحكمة لا يعلمها إلا هو ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)، وهذا درس لتقوية وازع الإيمان بقضاء الله وقدره.
2. رغم تكرار مثل هذه الحوادث في كثير من دول العالم بما فيها الدول العربية والخليجية لكثرة الحاجة لاستخدام الآبار.
وخاصة الآبار الارتوازية إلا أنه لا يوجد أي جهود دولية في إيجاد آلية تحد، وتمنع من حدوث مثل هذه الحوادث التي من المفترض أن يكون معها وقفة دولية؛ وخاصة من الدول العربية والخليجية بما فيها المملكة العربية السعودية باتخاذ تدابير وقائية تتوحد فيها جهود المجتمع المدني مع الحكومي لإيجاد آلية مسح جغرافي لكشف الآبار، وما شابهها وإلزام المستفيدين منها بالتقيد بالشروط الوقائية التي تضمن أمن وسلامة الجميع؛ وخاصة الأطفال وحتى لا يتكرر مثل هذا المشهد الذي للأسف لا يزال هناك الكثير من الآبار العشوائية، وبعضها مهجورة ومنتشرة في بعض محافظات وقرى وهجر المملكة العربية السعودية، ودول الخليج والدول العربية، ولا يزال الخطر قائمًا، و لا تزال تلك الآبار تتربص بالأبرياء من الضحايا -إن لم يكن- هناك وقفة مجتمعية حكومية حازمة في إيجاد آلية موحدة للبحث عن تلك الآبار، وإيجاد التدابير الوقائية اللازمة لأمن وسلامة الإنسان، وعلينا أن نعتبر من هذه الحادثة التي كشفت سوءة الكثير من السلبيات التي نحن في غنى عن خروجها.
3. تكرار تعقيدات مثل هذه الحادثة يستوجب وقفة محلية لأخذ جولة عالمية على جميع الحوادث التي حدثت، والخروج منها بدروس مستفادة من السلبيات والإيجابيات؛ وبناءً عليها يتم ابتكار فرضيات حوادث مماثلة أكثر صعوبة وتعقيدًا، ورصد ما تحتاجه تلك الفرضيات من دقة ومهارة التدريب، وما تحتاجه من دقة الأدوات والآليات التقنية والطبية وأدوات الأمن والسلامة لرجال الإنقاذ؛ وخاصة ونحن نعيش عصر الثورة التقنية والتكنولوجية التي تساعد، وتسهم في تسهيل وتسريع عمليات الإنقاذ وتأسيس، وتجهيز وتدريب مجموعات مختصة من فرق الإنقاذ في جميع مناطق المملكة.
4. دراسة تأسيس منظمة أو جمعية دولية للإنقاذ مقرها وقيادتها المملكة العربية السعودية تضم مجموعة من أفضل المتدربين على مهارة إدارة أزمات الإنقاذ من أبناء المملكة، ومن يرغب المشاركة من دول الخليج والدول العربية، وتضم مركزًا دوليًا لتعليم مهارات إدارة أزمات الإنقاذ.
5. الاستفادة من كيفية إدارة إخراج توثيق أي حادثة مماثلة يتابعها الرأي العام في ظل حرية الإعلام، وحرية الرأي على أن تخرج في أفضل صورة تحقق حرية النقل، وتحقق مراعاة حقوق مشاعر المشاهدين؛ وخاصة أهالي الحادثة التي ستبقى ذكرى أليمة إذا لم يتم مراعاة هذا الجانب الإنساني لهم.
6. تحفيز مشاركة المجتمع في استقبال بلاغات كشف الآبار المكشوفة والخطرة وما شابهها، والتي ليس لها موانع وقائية.
أرجو كرمًا مشاركة أفكاركم واقتراحاتكم من خلال الردود في الصحيفة أو من خلال الحساب في “تويتر”، ودمتم في حفظ الله.

Related Articles

5 Comments

  1. هذه ستة مقترحات يا سعادة اللواء يجب وضعها في عين الإعتبار والأخذ بها ودراستها دراسة مستفيضة وعمل اللازم حيالها داخلياً وعالمياً عن طريق إيصالها لذوي الإختصاص بالمملكة العربية السعودية وللهيئات والمنظمات العالمية.

  2. طرح جميل سعادة اللواء وأفكار سديدة ويمكن ايضا الاستفادة من الامن البيئي ودورياته في رصد هذه الابار الارتوازية المهجورة والابلاغ عنها أقرب بلدية لردمها او اغلاق فوهتها تحياتي

  3. جميل ومعروف منك المرور الكريم سعادة الدكتور عليّ والاجمل تلك الاضافة الطيبة حفظك الله

  4. أحسنت سعادة اللواء محمد
    ولا شك أن المملكة خاصة مليئة بالآبار المهجورة والمهملة سواءً الارتوازية وغيرها وتكثر في المزارع والقرى والهجر مع أن وزارة البيئة والمياه والزراعة تصدر تعاميم لاداراتها في المناطق ولكن ربما تقل المتابعة ولا يوجد إهتمام من البعض
    لذلك نشاطرك الرأي فيما ذكرت ونأمل من الجهات المختصة المتابعة ووضع غرامات وعقوبات صارمة كذلك الإستفادة من التقنيات الحديثة وقد رأيت قبل يومين مقطع بأن أحد منسوبي الدفاع المدني بعسير أخترع جهاز خاص بإخراج الأطفال خاصة من الآبار الارتوازية ، وشكرا

  5. هذا المقال من أنفع المقالات التي قرأت مؤخراً

    كل الشكر لسعادة اللواء

    سؤالي البسيط :

    أليست هذه المهام من صلب عمل الدفاع المدني ؟

    وشكراً لكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button