رَيــَّانُ مَاْ خَابَ الرَّجَاءُ وَمَاْ خَبَاْ
إِذْ قَدْ خَرَجْتَ مِنَ الظَّلَامَةِ كَوْكَبَاْ
أَعْــــلَاكَ رَبُّكَ مَنْـــــــزِلاً لَاْ يَرْتَقِيْ
لِعُــــــــلَاهُ إِلَّاْ مَنْ أَحَــــبَّ فَقَــــــــرَّبَاْ
يَاْ مَنْ تَهَافَتَتِ الْمَشَاعِرُ نَحْــــــــــوَهُ
فَغَـــدَتْ تُهَلـــِّلُ مَشْرِقاً أَوْ مَغْرِبـــَـــاْ
وَجَمَعْتَ فِيْنَاْ مِنْ شَتَاتِ قُلُوْبِنــــَـــاْ
مَاْ كَانَ أَنْكَاثاً؛ فَأَمْسَىْ مَذْهَبــَـــاْ
فَإِذَاْ بِنَاْ صَوْتٌ يَصِيْــــــــحُ مُوَحِّداً
بِالْخَفْقِ: أَنْتَ الْإِبْنُ وَالْكُلُّ أَبـَـــــــاْ
فَجَمِيْعُنَاْ “رَيَّانُ” فِيْ أَعْمَــــــاقِنــَــاْ
وَبِلَاْدُنَاْ صَارَتْ بِفَضْلِكَ (مَغْرِبَاْ)
لَقَدِ اعْتَلَيْتَ، وَإِنْ سَقَطْتَ بِحُفْرَةٍ؛
إِنـــَّـاْ حَفَفْنـــَـــاْ فِيْ عُلَاكَ الْمَرْكِبــَـــــاْ
“رَيَّانُ”، فَلْتُمْطِـــــرْ عَلَــــــىْ صَلَوَاتِنَاْ
غَيْثَ الْخُشُوْعِ؛ فَتَسْتَظِلُّ بِكَ الرُّبَاْ
أَرِّجْ وَشَــــــائِجَ حُبِّـــــــنَاْ وَصِلَاتِنَاْ
مِنْ نَفْحِ تَطْوَانٍ، كأَنْسَامِ الصِّبــَـــــاْ
وَلَتَبْقَ يَاْ “رَيَّانُ” نَضَّاحَ السَّنــَـــــــــاْ
حَتَّىْ تُؤَجِّجَ لِلْعُرُوْبــَــــةِ مَطْلَبـَـــــــاْ
الله الله عليك د. صالح
أبيات سكبت شجن المشاعر ووشائج القُربى لذاك البعيد أرضاً؛ القريب دماً وروحاً.. كم كان ريّان ملهما لعتمات قلوبنا، مرهفاً لأحاسيسنا، مترع لعذوبة شعرنا، معتلٍ لقواسمنا الإنسانية لتستفيض الأعين دماً لا دمعاً أن قاده الموت لتلك الأعماق السحيقة لتنازعه المحن-وإن كان صغيرا- لم يبلغ الكِبرا.. هنيئا بتلك المحن التي جعلت منه بطلا؛ استشرف من خلاله العالم البشرى!!