المقالات

السعودية بين يوم التأسيس واليوم الوطني

تعتز الدول بأصالتها ومعاصرتها، والذي يتضح من خلال الأمر الملكي بأن يكون 22 فبراير من كل عام يومًا لذكرى تأسيس الدولة السعودية اعتزازًا بأصالة الجذور الراسخة للمملكة، وعُمق علاقتها بشعبها بارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل 3 قرون، وبداية تأسيسه للدولة السعودية الأولى عام 1727م للدولة، وامتدادًا لها تأسست الدولة السعودية الثانية على يدي الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود عام 1824م، ويصبح إجازة رسمية، تُضاف لإجازة اليوم الوطني 23 سبتمبر الذي يوافق يوم تسمية المملكة العربية السعودية التي أسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن للدول السعودية الثالثة عام 1902م لقيام الدولة المعاصرة تعبيرًا عن الحاضر المُزدهر الذي تشهده المملكة الآن، ومستقبلها الواعد بالخير عبر مختلف مشاريعها العملاقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، والذي يُمثله اليوم الوطني في 23 سبتمبر 1932م اليوم الذي أعلن فيه الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود توحيد البلاد تحت اسم “المملكة العربية السعودية” في شهر جمادى الأولى عام 1351هـ. إذا يرتبط اليومان التاريخي والمعاصر بشخصيتين تاريخيتين (بينهما نحو قرنين من الزمان) أتيا في وقت كانت تشهد فيه شبه الجزيرة العربية فوضى سياسية وفرقة وتشتتًا، فقاد كل منهما البلاد في عصره من الفوضى إلى الاستقرار، ومن التشتت إلى الوحدة، ليؤسسا دولة دستورها القرآن الكريم وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم.
وبانتقال المملكة من الأصالة إلى المعاصرة شهدت نهضة عمرانية كبيرة، وتعليمية واسعة، وتجارية ضخمة، وأصبحت المملكة تُمثل شبه قارة بتكاملها الجغرافي والاجتماعي والسياسي، وتم الإعداد لتطوير الدولة من خلال التعليم الداخلي والابتعاث الخارجي لتوفير الكوادر الوطنية لإدارة مختلف مجالاتها فتوفر للمملكة كوادر سعودية راقية التعليم وعالية الجودة تنافس الدول المتقدمة كان لها أثر كبير في استكمال جوانب التطوير والتنمية الوطنية المستدامة، وتوفرت البنية التحتية البرية والبحرية والجوية والعسكرية والأمنية والاقتصادية المتكاملة لكيان الدولة مما جعلها تأخذ مكانتها الكبيرة في المجتمع الدولي؛ وخاصة في النهضة الكبيرة التي حدثت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله- وبإشراف دائم ومستمر لتطوير البلاد بقيادة قائد الريادة والإبداع سمو الأمير محمد بن سلمان. وبأنظمة الحكومة الإلكترونية، لمشاريع اقتصادية ضخمة تسير نحو التحول من الاعتماد على النفظ إلى تنوع مصادر الدخل الوطني المختلفة، وبتفعيل مجالات السياحة والترفيه والحج والعمر كمشاريع مستقبلية تُعزز من أمن واستقرار المملكة وظهورها بحجمها المعاصر كقوة لا يُستهان بها خليجيًا وعربيًا وإسلاميًا ودوليًا، بالإضافة إلى مشاركتها المجتمع الدولي في مشاريع المحافظة على البيئة ونشر الأمن والاستقرار بمحاربة الإرهاب، ودعم عمليات الإغاثة للمجتمعات المحتاجة.

عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام – جامعة أم القرى

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button