تعودنا ونحن نُواكب التاريخ، ونُساير الزمن كضيوف للخطوط الجوية العربية السعودية أن نتصفح مجلة “أهلًا وسهلًا” التي صدر العدد الأول منها عام 1977م، بل ونحرص على اقتنائها عن مغادرة الطائرة، للتلذذ بالإبحار في مضمون موادها الإعلامية المتنوعة ما بين الخبر والتقرير والاستطلاع.. ناهيك عن الإخراج الفني والقوالب التصميمية لإثراء محتواها المتنوع والمُلبي لذائقة مختلف الشرائح الاجتماعية.
وما زلت أتذكر كلمة أستاذنا يعرب بن عبدالله بالخير الذي تولى سابقًا منصب مدير العلاقات العامة بالخطوط السعودية، ورئيس تحرير مجلة “أهلًا وسهلًا”؛ في إحدى مقابلاتي الصحفية معه في مستهل عملي الإعلامي في وكالة الأنباء السعودية قبل أكثر من 20 عامًا.. أن العمل المميز في مجال الإعلام يتطلب الإلمام بذائقة المتلقي والإحساس بما يريده؛ والتي كانت خارطة طريق؛ لأن يتربع الصحفي على عرش التميز والإبداع في تقديم المحتوى الراقي الذي يستقطب القارئ، ويتغلب على ميوله في جذبه للوسيلة الإعلامية التي تستهدفه.
ولا أقول فاجأتنا الخطوط السعودية بإطلاق النسخة الرقمية التجريبية من مجلة “أهلًا وسهلًا”، لأن التطور وثقافة التغيير هي لغتها دائمًا.. وذلك لتصفح إصدارات المجلة عبر الإنترنت في أي وقت، ومن أي مكان عبر موقعها الإلكتروني، التي كانت بعد سجل حافل من توزيعها للضيوف على متن جميع رحلات “السعودية” الداخلية والدولية، ووصول أعدادها إلى 492 عددًا؛ ليكون التطور حليف هذا المنبر الإعلامي، الذي اعتاده المسافرون أن يقدم لهم المعلومات الرائعة حول التراث الغني للمملكة، والوجهات السياحية بها، إضافة إلى التحليق بهم في أبرز مدن العالم وطبيعتها المتنوعة بالكلمة المكتوبة والصورة المعبرة.
وأتمنى للزميل خالد بن عبدالقادر طاش رئيس التسويق لمجموعة الخطوط السعودية.. كل التوفيق في نقل هذا المخزون الإعلامي الثقافي الإبداعي إلى منصات التنوع والتجديد بتوجيهات معالي مدير عام الخطوط السعودية المهندس إبراهيم بن عبدالرحمن العمر؛ ونحن على ثقة بأن تستمر مجلة “أهلًا وسهلًا” في إصدارها منافسة غيرها من الصحف والمجلات العامة والمتخصصة؛ والوصول إلى خطتها الطموحة للتطوير خلال عام 2022م؛ بهدف التحول الرقمي لتكون منصة متميزة للمحتوى الذي يعزز من التعريف والتسويق للمملكة ثقافيًا وسياحيًا، وإتاحتها رقميًا بأشكال متعددة وخدمات متنوعة.
ولا أنسى الحديث عن دور النخب الإعلامية والرموز المميزة في إثراء محتوى المجلة على مر تاريخ صدورها؛ والذين يستحقون الشكر والتقدير على ما قدموه من مجهودات في إظهار المجلة في ثوبٍ إعلامي متجدد دائمًا.. كان متناغمًا مع استراتيجية التحول الطموحة للناقل الوطني السعودي، وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 على كافة المستويات، ومن أهمها قطاعات النقل والسياحة والثقافة.
