تميَّزت “مكة المكرمة” بأنها ملتقى الشعوب من مشارق الأرض ومغاربها، وبنشاطها العلمي والثقافي والحضاري عبر العصور الإسلامية، فكان الحرم الشريف مدرسةً وجامعةً تخرج منها العديد من العلماء والشيوخ الكبار الذين تعلموا منذ بداية العصر الإسلامي على يد كبار الصحابة والتابعين، وعزز من ذلك المؤتمر الدولي الأول “مكة” في قلب العلوم.
وتم عقد المؤتمر في السابع من رجب 1443هـ، والذي نظمته جامعة أم القرى ممثلة بكلية العلوم الاجتماعية التي أفاد عميدها الدكتور عبد الفتاح بن جميل بستنجي في افتتاحه للمؤتمر أن المؤتمر يأتي من منطلق استشعار كلية العلوم الاجتماعية بجامعة أم القرى بالمسؤولية نحو خدمة “مكة المكرمة”، ودعم الدراسات المتعلقة بها، مقتدين في ذلك بالقيادة الرشيدة التي سخرت جميع الإمكانات لخدمة “مكة المكرمة”، وتطويرها، وإثراء تجربة قاطنيها.
وأكد على أهمية المؤتمر سعادة رئيس جامعة أم القرى الدكتور معدي بن محمد آل مذهب بكلمته التي أشار فيها إلى أن المؤتمر يأتي في إطار اهتمام وزارة التعليم؛ لدعم وتشجيع البحث العلمي والتطوير من خلال عقد المؤتمرات العلمية التي تبرز جهود الحكومة الرشيدة في خدمة المجالات البحثية والتطويرية، موضحًا أن المؤتمر يستمد قيمته من مكانة “مكة المكرمة”، ومكانتها الدينية والتاريخية والثقافية والحضارية على مر العصور؛ ليكون نقطة التقاء الباحثين من جميع دول العالم.
فتميَّز المؤتمر في مكانه وموضوعاته وتاريخه، وحصل على ظهور إعلامي يليق بمكانة “مكة” قبلة المسلمين وعراقة جامعة أم القرى التي تُمثل “مكة” بحجمها الملائم للمكانة الكبيرة في قلوب المسلمين، ويعم نفعها الطلاب من مختلف مناطق المملكة؛ وغيرها من الدول العربية والإسلامية؛ حيث كان لخريجيها مكانة ريادية وقيادية في بلادهم في مختلف المجالات والعلوم مما عزز من مكانتها الدولية لدى المتخصصين في شتى أنواع العلوم، كما زاد من حجم الاهتمام الإعلامي لهذا المؤتمر حصوله على تغطية إعلامية في مختلف وسائل الإعلام في الصحافة الورقية والإلكترونية السعودية والعربية، وكذلك في العديد من الإذاعات والفضائيات؛ وذلك لما تميَّز به المؤتمر من رعاية معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ وافتتاح معالي نائب وزير التعليم للجامعات والبحث والابتكار الدكتور محمد بن أحمد السديري له؛ حيث أشار معاليه إلى أن أبحاث المؤتمر تلقي الضوء على كل ما يتعلق بدراسات مكة المكرمة في التخصصات الشرعية واللغوية والاجتماعية والإدارية والتقنية والطبية وغيرها من العلوم، مؤكدًا أن المؤتمر يأتي ضمن سلسلة من المؤتمرات والمحافل الدولية التي تقيمها المملكة، لدعم الحراك البحثي والاقتصاد المعرفي؛ سعيًا لأن تكون المملكة من بين أفضل 10 دول في مؤشر التنافسية العالمية بحلول 2030م؛ ولذا تمت المشاركة فيه بأوراق عمل تغطي محاور المؤتمر للعديد من المتخصصين السعوديين والعرب والمسلمين مما يعبر عن أهمية “مكة” لمختلف العلوم.
ويهدف المؤتمر الدولي الأوَّل “مكة” في قلب العلوم إلى “توثيق جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين لتطوير مكة وتحسين الخدمات المُقدمة لضيوفها من الحجاج والمعتمرين، والسياح ورواد الأعمال”، وكذلك ترسيخ دور “مكة المكرمة” الديني والحضاري والعلمي والثقافي والاجتماعي، باعتبارها ساحة التقاء لكثير من العادات والتقاليد والثقافات أثناء موسمي الحج والعمرة، إلى جانب دعم الباحثين داخل المملكة وخارجها، وفتح باب الإسهام العلمي والبحثي لخدمة تاريخ “مكة المكرمة”.
وجسَّد عمليًا كل ما قيل عن المؤتمر الدولي “مكة في قلب العلوم” جدول أعماله المتمثل بأربع جلسات علمية، ناقشت عددًا من المحاور من أبرزها: مكة في العلوم والتقنية، ومكة في علوم الطب والصحة، ومكة في علوم الشريعة واللغة؛ علاوة على مكة في العلوم الاجتماعية والإدارية، إلى جانب المعرض المصاحب الذي اشتمل على نبذة عن المؤتمر وأهدافه، وملصقات علمية عن دراسات مكة المكرمة، وعدد من الصور القديمة والحديثة لمكة المكرمة.
——————-
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى