عبدالله غريب

حادثة القرود تحتاج دراسة وتنفيذ !

بعد أن انتشر خبر وفيديو وتصريح من أحد المواطنين الذي يسكن في مدينة الباحة في جبل القيم الذي فيه بعض المنشآت الخدمية ومساكن للمواطنين ولا يفصل بينه وبين طريق الملك عبد العزيز الذي يشق الباحة باتجاهي الطائف وأبها سوى أقل من خمسمائة متر تقريبا حيث أفاد لقناة الإخبارية السعودية وتناقلته وكالات وصحف محلية وخليجية ورقية وإلكترونية بأفادته أنه وهو في وسط النهار أرد الخروج من بيته ليتبضع من السوق القريب من بيته فهاجمه قطيع من قرود البابون كما تعرف لدى الأوساط ذات العلاقة بالحياة الفطرية ومن خلال معرفتي به واتصالي معه أكد بأنها ليست المرة الأولى وقد لن تكون الأخيرة بل إن بيته معرض على مدار الوقت لانقضاض هذه القرود التي تصول وتجول حوله دون رادع ومع أنه لم يقدم لها شيئا فتتعود ذلك منه إلا أنها هاجمته بحسب كلامه هجوما شرسا بعدد يفوق قدراته على طردها بل إنها ألقته على الأرض وصابه ما أصابه منها وأن جيرانه بعدما سمعوا الصوت هرعوا إليه بالعصي وقاوموها حتى خرجت ثم أسعفوه بنقله لأقرب مركز صحي حيث أعطي أربع أبر عند وصوله وعشر أبر يأخذها يوما بعد يوم ليسلم من مضاعفات الجروح التي أصبت يده وأجزاء من جسمه وبالذات الغائرة منها ومازال يخضع للعلاج حتى يبرى مما غرسته بأنيابها في جسمه مفيداً أنه بعد الحادثة بيوم ويومين وهو ذاهب لأخذ الإبرة وجدها أمام بيته وطردها ليذهب للمركز الصحي وربما خوفه الآن أكثر على ابنه ذي العقد الأول من عمره واعتقد أن هذه الحادثة ستخلف حالة نفسية له ولأسرته تحتاج لمواكبة وتتبع لأن الخصوم هنا قطعان قرود وليسوا غير ذلك .

إلى هنا والقصة مازالت قيد البحث والدراسة من قبل المركز الوطني للحماية الفطرية الذي تجاوب مشكورا وأرسل فريقا اليوم الثلاثاء قدم من الرياض بعد أن تواصل مع المواطن المتضرر وقام بزيارته في مكان الحادثة حسب قوله ولا نعلم ما هو الحل الذي سيقدمه الوفد لهذا المواطن من هجوم القرود والذي يمثل حالة صعبة وإن كانت غير متكررة وربما ليست الأولى وربما لن تكون الأخيرة لأن التعامل مع هكذا حيوانات صعب ويصعب التنبؤ بما قد تفعل إذ لا عقل لها ولا تستأنس إلا في حدود قليلة جدا وأنا متأكد أن استئناسها في الباحة يكاد يكون منعدما لعدم الوثوق بها وبما تفعل ولأنها موجودة في الطبيعة بالآلاف فلا حاجة لتربية أحدها مع أن تربية بعض الحيوانات والتمدين باقتنائها أصبح أمرا مألوفا ولكن على نطاق ضيق جدا يحول بينها وبين اكتشاف مقتنييها بعض الحياء والخوف من عيارة المجتمع وتنكيته والسخرية التي قد تنتشر في المجتمع .

ما أود أن أقوله هنا أرجو ألا تمر هذه الحادثة مرور الكرام ونعتبر القصة انتهت بإصابة البطل بل يجب استغلال زيارة هذه اللجنة التي قدمت من الرياض للوقوف على وضع هذا المواطن وبحث الحلول لتقف على كثير من البيوت المطلة على شفا الباحة ومحافظاتها في السراة دون استثناء لأن القرود دخلت معظم القرى بما فيها البعيدة عن مطلات الباحة على تهامة التي تعتبر المصدر الرئيس لانتشارها ومن ثم تعبث بما هو أمامها بل وتدخل في البيوت المفتوحة والمنتزهات القريبة من مراكز انتشارها كذلك الغابات ومع أن هناك حماية للحماية الفطرية فاعتقد أن هناك مؤشرات تعطي الصلاحية للجهات ذات العلاقة باتخاذ التدابير اللازمة لحماية الإنسان من شر هذه الحيوانات التي انتشرت في كثير من المناطق وليس في الباحة فحسب واعتقد أن سبب دخولها إلى أوساط القرى وداخل المدن في فصل الشتاء بالذات هو انحسار التنزه وخلو هذه المواقع من السياح الذين بعضهم مع الأسف يكون سببا في تكاثرها وهذا ما نلاحظه من مرتادي الطرق من قائدي السيارات .

والحقيقة أن قرود البابون تنتشر على سلسلة جبال السروات في المنطقة الجنوبية الغربية من المملكة كما توجد في جبال محافظة الطائف باتجاه سهول تهامة وقد وجدت في الطريق بين مكة والمدينة وربما في السنوات الأخيرة شهدت قرى كثيرة في عسير والباحة وحتى داخل مدينة الطائف زحفا لهذه القرود بعد أن ألفت البشر ولم تخف منهم واعتقد أن القضاء عليها يواجه صعوبات كثيرة من خلال جهود المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية ولأنه حتى الآن لا يوجد دراسة مستوفاة لكيفية الحد من انتشارها لأنها تشكل انتشارا واسعا وبأعداد كبيرة تصل للآلاف في كل بقعة تعيش فيها ولم تسلم منها الاستراحات ولا الحدائق العامة ولا حتى منازل المواطنين إذ تعبث بهذه المحلات والمساكن مهما قام أصحابها بوضع السياجات الشائكة فقد تتسلق للأدوار العليا ربما لثلاثة أدوار واكثر وتبحث عن منافذ للوصول إلى داخل هذه المباني بالذات التي تقع في المطلات الجبلية تجاه تهامة فهي تسكن ليلا في هذه الكهوف الصخرية وتختبئ وتصحو مع نور النهار وتبدأ رحلتها على شكل قطعان ربما بالمئات يقودها كبارها الذكور ولديها ذكاء خارق في استطلاع المكان قبل الدخول إليه وهي شرسة تقاوم كل من يحاول إيذاءها وتطلق أصواتا لبعضها متى حست بالخطر بشبه صافرات الإنذار فتجتمع وتصرخ وتبث الخوف والرعب في المكان الذي تجتمع فيه والحقيقة أن عدم وجود أنظمة مرورية تحد من وقوف مرتادي الطرق حولها وتقديم الغذاء لها بقصد مشاهدة سلوكياتها الذي يعتبر سببا في تواجدها وتنافسها ثم إن هذه المواقع بحاجة إلى مراقبة ووضع رادع مادي على السائقين الذين يتوقفون حولها باعتبارها من المواقف المخالفة لنظام المرور كما في رؤوس العقبات التي تربط تهامة بالسراة كما وأن صناديق النفايات تسمح بالفتح من قبل القرود ونشل ما في داخلها وهي بحاجة لمواصفات جديدة تحفظ ما بداخلها إلى جانب توعية المجتمع من خلال وسائل الإعلام المتاحة وبالذات القنوات التلفزيونية باعتبارها لا تستأنس وربما تؤذي الأطفال والنساء وكبار السن متى ما حصل بينهم وبينها أي احتكاك وأرى أن يتم البحث عن غذاء يوزع لها في مكان تجمعها يكون فيه أدوية تقطع النسل لأنها تتكاثر بشكل كبير واعتقد لو تظافرت جهود الجهات ذات الاختصاص ووسائل الإعلام والبلديات وعامة المواطنين فإننا ربما نحد من انتشارها الذي جاء بسبب انتشار النفايات وبقايا الأطعمة واستئناسها بمخالطتها وتقديم الغذاء ومداعبتها على الطرق ومواقع التنزه كلها تسهم في انتشارها وتشويه الصورة المثلى لهذه المواقع .
انعطاف قلم :
أرجو من الجهات ذات العلاقة تكليف السوق المشهور بجوار فندق قصر الباحة المعطل بعمل سور من جهة عقبة الباحة لانتشار القرود في ساحاته كما وأرجو من الجهات ذات العلاقة بإعادة فندق قصر الباحة بتغيير موقعه المطل على الشفا واختيار موقع يتوسط الباحة لبنائه واقترح المواقف التي بجوار سوق التمر حتى لا يعاد بناؤه في موقعه الحالي لذات السبب .!

عبدالله أحمد غريب

نائب رئيس نادي الباحة الأدبي السابق

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أسعد الله صباحك سعادة الدكتور
    كتب الله أجرك بكل حرف سطرته

    بيض الله و جهك
    كم نحن بحاجة ملحة لمعالجة الوضع الحالي وتلافي الهدر في الارواح والاضرار الناتجة وتلف المحاصيل الزراعية والعبث ونشر المكروبات وغيرها
    حفظك الله ورعاك وسددك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى