إيوان مكة

عزف منفرد على مقام البدو

كلُّ شيءٍ له حدودُ امتدادِ
غيرُ حبّـي، وغيرُ مجدِ بلادي

فبلادي نهرٌ من الزهو يجري
بخيول الفتوحِ من عهدِ (عاد)ِ

وبلادي للنّورِ آخرُ بابٍ
أشرعته الأقدارُ في (بطن وادي)

فتهادى الجمالٌ معنى ومبنى
حين قادَ المسيرَ (أعظمُ هادي)

وبلادي (نجدُ العذيّةُ) مجدٌ
حفظته القلوبُ قبلَ الأيادي

وبلادي ليست جبالاً ورملاً
فبلادي عقيدةٌ ومبادي

وبلادي لحنٌ من الحبّ عذبٌ
يتهادى برْداً على الأكبادِ

وبلادي مهوى النفوس ومأوى
كلّ قلبٍ إلا قلوبَ الأعادي

وبلادي هذا الولاءُ السعودي
وبلادي هذا الطموح الرّيادي

وبلادي في العمر وقفةُ حُرٍّ
عربـيٍّ، وموقفٌ غيرُ عادي

قامةٌ ما انحنت لصولةٍ عادٍ
فهيَ مجبولةٌ لصدّ العوادي

ولهذا لا تعجبوا من حسودٍ
ماتَ غيظاً بهذه الأمجادِ

المعالي طريقُها ليسَ سهلاً
فهيَ شعبٌ حُرّ، وشخصٌ قيادي

وإذا ما أردتَ تفهمُ وعياً
فتأمّل في كثرةِ الحُسّادِ

يا بلادي ونحنُ فيكِ اتّحدنا
فبلادي نحنُ ونحنُ بلادي

هذه المعجزاتُ نحنُ بنوها
فكأنّا نسلُ الخُطوبِ الشّدادِ

كُلّما الحاقدون مدّوا شِباكاً
لخُطانا، كُنّا على استعدادِ

فأدرنا أغلالَهم في يديهم
وكتبنا نهايةَ المتمادي

يا بلادي، وأنتِ نحنُ فقولي
من يُنادى؟ ومن يكونُ المُنادي

كلُّ تاريخنا ملاحمُ نصرٍ
سِفْرُ جودٍ، وحمحماتُ جِيادِ

ليس في الحب ربّما أو لعلَّ
موقف الحبِّ لا يكونُ رمادي

القراراتُ في الهوى ليس فيها
نصفُ حلٍّ، هذا القرار سيادي

وقراري – والحب وقفة عزٍّ
يا بلادي ألا أكونَ حيادي

مكة المكرمة 18 / 7/ 1443هـ

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. عزف منفرد بما تعنيه الكلمة على مستوى العنوان ؛ وإبداع منقطع النظير في عالم الكلمة الفينانة الريَّانة على مستوى التجربة الشعورية؛والسمات الفنية الجوهرية المقترنة بها ؛وتلك هي طبيعة شاعرنا الأخاذة في التعامل الأنيق مع لغة الشعر بمهارة واقتدار ؛وهاهي ملكته الشعرية الخصبة حاضرة الولاء؛حلوة الغناء؛مزهوة بهذا الكيان العظيم ؛ومبهورة في حضرة هذا الوطن التاريخي الشامخ بأمجاده الوثابة؛ وقيمه الأصيلة؛والرافل في حلل نهضته الحالية؛ومآثره القيِّمة؛ومواقفه التنويرية والبطولية.
    ولبلادنا العزيزةالفداء ؛ولقيادتها الرشيدة الحكيمة أسمى آيات الحب والتقدير والولاء؛وصدق الانتماء ..
    ولك التحايا دكتور صالح ؛ولشاعريتك المُجنحة كلُّ الحب؛ ولي الشرف والفرح الغامر في نقل بعض أصداء النص الوطني الباذخ ..والشكر والتقدير لهذه الصحيفة الرائدة المُشعة ؛والأستاذ الأديب الأريب النابه: عبدالله الزهراني ؛على نشر هذه الدرَّة الفنية وأمثالها من التحف الراقية؛وعلى متابعاته الحيوية النوعيَّة لمسيرة هذا المنبر الحي ?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى