هذا يوم مجيد، كتب الله فيه حياة شعب، وكيان وطن، وميلاد دولة اعتنت بهذه البلاد، بعد أن قلَّت العناية بها، أو انعدمت، ووحدت كيان الشعب بعد تفرقة، ولمت شتاته بعد تمزقه، وأعادت له قوته بعد ضعفه، وأصلحت أحواله الدينية بعد فسادها، وقومت اعوجاجها بعد انحرافها، وحقنت الدماء بعد إراقتها لأتفه الأسباب، واهتمت بأحوال الأرض والسكان بعد إهمالها، وأعادت لها الحياة بعد أن كادت تلفظ أنفاسها، والمكانة اللائقة بعد أن فقدتها بانتهاء الخلافة الراشدة، فتحولت الصحراء إلى مدن، والفرقة إلى وحدة، والضعف إلى قوة، والمرض إلى صحة، والقبيلة إلى دولة، والشرك إلى توحيد، فأصبح لا يعبد إلا الله العلي القدير، فمن هي هذه الدولة؟ هي الدولة السعودية – حفظها الله- بمراحلها الثلاث، فمن ذلك الحين أخذ أمراؤها وملوكها على عواتقهم خدمة المكان والسكان، حتى عمَّ الرخاء أرجاءها، وساد الأمن والأمان حواضرها وربوعها وأريافها، وأضحت تحتل مكانة سامية بين دول العالم، اقتصاديًا وعلميًا، وسياسيًا وعسكريًا، وفي كل المجالات، وهذا بفضل الله تعالى أولًا وآخرًا وتوفيقه، ثم بفضل هذه الأسرة الكريمة – أسرة آل سعود- التى وهبها الله تعالى منحة لهذه البلاد وأهلها، وأجرى على أيديهم الخير العميم للمكان والسكان- مواطنين ومقيمين- حفظها الله ذخرًا للدين والوطن.
فالمتأمل في أحوال جزيرة العرب من بعد الخلافة الراشدة إلى ميلاد الدولة السعودية الأولى، يجد أنها لم تحظَ باهتمام وعناية يتناسبان مع مكانتها الدينية، وسابقية أهلها في الإسلام، حتى منحها الله هذه القيادة الحكيمة من أبنائها البررة، فتأملوا إخوتي كيف كنا وكيف أصبحنا؟
فلنحمد الله، ونتخذ من هذا اليوم فرصة للتأمل والعمل الجاد، والإخلاص في القول والعمل، والالتفاف حول قيادتنا، والتنبه لمكر أعدائنا، فالعالم في حراك لا يهدأ، وفي تطور مستمر، فعلينا أن نواكب ذلك، بل نقوده نحو سعادة البشرية وأمنها.
نحن اليوم نعيش عهدًا زاهرًا بكل معاني الخير ومعالمه، عهد خادم الحرمين وولي عهده الأمين
وحكومته الرشيدة -حفظهم الله- ومكنهم وأعانهم، وحفظ العباد والبلاد-آمين – فلنشكر الله، ونسأله أن يحفظ علينا ديننا وأمننا، وولي أمرنا الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد اللهم احفظهم واكفهم ما أهمهم، آمين..
أدام الله عزك ياوطني، وعز قيادتك.
—————————-
مدير عام التعليم بمنطقة مكة سابقًا
جدة في ٢١/ ٧/ ١٤٤٣هـ
0