أ.د. عبدالله عيضة المالكي

السعودية دولة تمتد جذورها لأكثر من ثلاثة قرون

ستمر بنا ذكرى يوم التأسيس لوطننا المملكة العربية السعودية الموافق 22 فبراير من كل عام، اليوم الذي تأسست فيه الدولة السعودية الأولى على يد الإمام المؤسس محمد بن سعود رحمه الله، إذ هو الذي أسس الدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية في عشرينيات القرن الثامن عشر الموافق منتصف عام 1139 للهجرة ، وشعارها كلمة التوحيد ( لاإله إلا الله ، محمد رسول الله ) ونصرته لدعوة التوحيد التي قام بها الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله مرت هذه الدولة السعودية المباركة بثلاث مراحل متدرجة حتى وصلنا إلى العهد الميمون ، عهد التحول والنماء.

– فالدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233هـ (1818م)، وعاصمتها الدرعية ، ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار ، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها ، جاء بعدها المرحلة الثانية التي تمثل الدولة السعودية الثانية.
– إذ لم يمضِ سوى سبع سنوات على انتهاء المحاولات التي سعت لإسقاط الدولة السعودية حتى تمكن الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام 1240هـ (1824م) من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1309هـ (1891م)؛

– ثم بعد انتهائها بعشر سنوات ، قيض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عام 1319هـ (1902م) ليؤسس الدولة السعودية الثالثة ويوحدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها.
– إن مرور هذه الذكرى التأسيسية لدولتنا المباركة يعد اعتزازاً منا بالجذور الراسخة لدولتنا المباركة ، تاريخاً ، ومجداً ، ودستوراً ، ومدى ارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها وملوكها عبر مراحل نموها منذ مايزيد على ثلاثمائة عام.
والدول العظمى لا تقاس بالماديات الحضارية فحسب ، بل تقاس عظمتها أولاً بمدى تجذرها التاريخي ، ونقاء قيمها ومبادئها التي قامت عليها ، ومدى حكمة ونقاء وصدق حكامها مع شعوبهم ، ومدى الترابط والالتحام والانتماء بين شعوبها.
ثم يأتي بعد ذلك قياس مدى قوة تنوع اقتصادياتها وثرواتها الطبيعية ، المبنية على المعرفة لبناء المكان وتنمية الإنسان.

وهذه الذكرى التأسيسية لبلادنا تعطينا مؤشر قياسي كبير عن مدى التطور التي مرت به من وطن شبه قارة ، بأراض شاسعة مترامية الحدود والأطراف ، قاحلة الموارد ، تعتمد على الرعي والزراعة والصيد ، إلى دولة حضارية عظمى معاصرة تنعم بتنوع الموارد وقوة الاقتصاد وازدهار المدن الحديثة فيها ، حتى أصبحت من دول العشرين على مستوى العالم.
ولأهمية هذه الذكرى توج تحديد يومها قرارً ملكياً سامياً لجعل ذلك اليوم تذكاراً معلوماً يتكرر كل عام لتذكر هذه النعمة.
حيث أعلن الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الحالي اعتبار يوم التأسيس عطلة رسمية في جميع مؤسسات وقطاعات الدولة، على أن يتم اعتماد هذا اليوم في يوم الثاني والعشرين من فبراير شباط كل عام.
هذا ما تقرّر في المرسوم الملكي الذي أعلن عنه في يوم السابع والعشرين من يناير كانون الثاني من عام 2022م.

دام عز الوطن وأمنه واستقراره.
ودامت قيادته المخلصة.
ودام شعبه الوفي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى