إن صدور الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن العزيز بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم “يوم التأسيس” ليُظهر عمق جذورنا الضاربة في التاريخ ونستذكر اللبنة الأولى التي وضعها الإمام محمد بن سعود بتوليه مقاليد حكم الدرعية العاصمة الأولى للدولة منتصف عام 1139هـ، الموافق 1727م، حين كان عمره آنذاك (30) عاماً، و ولد في الدرعية عام 1697 م.
ولقد استمرت الدولة السعودية الأولى (91) عاماً، وتحديداً حتى عام 1233هـ الموافق 1818م، وبعد مرور تقريباً سبع سنوات على انتهائها تمكن الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام 1240هـ، الموافق 1824م، من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية.
وبعد انتهاء الدولة السعودية الثانية لم يمض سوى عقد تقريباً حتى تمكن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله – في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ- 15 من يناير 1902م، من إعادة تأسيس الدولة السعودية الثالثة لتبدأ صفحة جديدة من صفحات التاريخ السعودي.
وكان نهج آل سعود خلال هذه القرون الثلاثة هو ما أعلنه المؤسس ـ رحمه الله ـ بمناسبة مبايعة أهل الحجاز له ملكاً، كما جاء في العدد 55 من صحيفة (أم القرى)، التي صدرت بمكة المكرمة في 30 جمادى الآخرة سنة 1344هـ، الموافق 15 يناير سنة 1926م، حيث قال في خطبته: (إني أحمد الله الذي جمع الشمل وأمَّن الأوطان، وإن لكم عَلَيَّ عهد الله وميثاقه أنني أنصح لكم كما أنصح لنفسي وأولادي وعائلتي، أحبكم في الله وأعاديكم فيه).
وبقي نهج آل سعود منذ ثلاثة قرون وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن العزيز الزاهر، يقوم على العدل وتوفير الأمن والأمان والطمأنينة وعمارة الحرمين الشريفين.
ويُذكر أن أضبط إحصاء للحجاج كان عام ١٣١٥ هـ، الذي وصل إلى مائتي ألف حاج، واليوم تشير الإحصاءات إلى أن عدد الحجاج بلغ مائة مليون حاجاً خلال الخمسين عاماً الماضية ومائة مليون معتمر في الثلاثين عاماً الماضية، وإن رؤية المملكة 2030 تحمل في طياتها الكثير من الأهداف منها (30) مليون معتمراً بحلول عام 2030، حيث تسخر المملكة كل إمكانياتها لراحة ضيوف الرحمن ولجعل رحلة الحج ذكرى خالدة في حياتهم.
حفظ الله المملكة ملكاً وحكومةً وشعباً.
0