المقالات

(يوم التأسيس) يوم الوفاءِ والإعتزاز

للأوطانِ أيامٌ لا تُنسى، وبداياتٌ لا تندرسْ، ذلك لأنها تحملُ في طيَّاتها ذكرى حدثِ بناءِ أمَّةٍ، وتشييدِ وطن، وبزوغ فجرِ الطموحات الجنينيةِ التي تبسطُ خيوط النورِ على بقاعِ الأرضِ لترسمَ لها حدودها، وعلى البشرِ لتُعلي العزائمَ والطاقات فيهم.
أيامٌ خالدةٌ تشكِّلُ منطلقاً للتاريخ، ورحلةٌ للطموحات، سجَّلها التاريخُ بتفاصيلها ودقائقها، تصاحبُ ذكراها الأجيالَ الوفيَّة التي تحملها معها في مستقبلها، لكي تعي في أعماقها أنَّ لها يوماً تأسست فيه جذور دولتها على أيدي رجالٍ اتسعَ نظرهم ملء الفضاءَ، وتميَّزوا عن غيرهم بأنَّ لهم سعياً ليس له سقفٌ ولا حدود، ولسان حالهم يُردِّدُ مقولة المتنبي:
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ .. فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ

واليومَ يخفقُ علمُ المملكة العربية السعودية في سماءِ العُلا والعزَّةِ والكرامةِ مُعلناً الإحتفال بالذكرى الأُولى لتأسيس المملكة العربية السعودية (الدولة السعودية الأُولى) على يدِ الإمام محمد بن سعود في منتصف عام 1139هـ الموافق لشهر فبراير من عام 1727م.
هذه اللَّفتةُ الجليلة تُحسبُ لعهدِ جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاهـ، خادمُ الحرمين الشريفين، وملكُ المملكة العربية السعودية، الذي أصدرَ أمرهُ الملكي السامي في 27 يناير 2022، بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، بإسم (يوم التأسيس).
ولا شكَّ أنَّ هذا اليوم سيكون له أثرهُ العميق في تجذيرِ قيم الاعتزازِ والإنتماء والولاء والوطنية الصادقة لكل أبناءِ المملكة، لأننا أصبحنا في عالم تواجهُ فيه الهويات والإنتماءات تحدياتٌ كثيرة وعميقة.
إن (يوم التأسيس) للمملكة لهو يومٌ تعودُ فيه الأنظارُ إلى يومٍ مجيدٍ في حياةِ المملكة، وإلى البذرة التي غرسها آباءٌ عِظام لنشأةٍ كيانٍ أضحى اليومَ عظيماً في إسمهِ، وهِممهِ، وعلوِّ شأنهِ، ومكانتهِ بين دول العالم. كيانٌ له ثقلهُ، ووزنه على جميع الصُّعد خاصَّةً الصعيدين السياسي والإقتصادي.
اليوم يقفُ أبناء المملكة وقفةَ فخرٍ واعتزازٍ أمام سارية العلم وكلٌّ ذرةَّ فيهم تردِّد:
سَارِعِي لِلْمَجْدِ وَالْعَلْيَاء​.. مَجِّدِي لِخَالِقِ السَّمَاء
وَارْفَعِ الخَفَّاقَ أَخْضَرْ..يَحْمِلُ النُّورَ الْمُسَطَّرْ
رَدّدِي اللهُ أكْبَر​.. يَا مَوْطِنِي
مَوْطِنِي عِشْتَ فَخْرَ الْمُسلِمِين..عَاشَ الْمَلِكْ: لِلْعَلَمْ وَالْوَطَنْ

عاشت المملكة العربية السعودية قيادةً وشعباً في أمنٍ وأمان، وعزَّةٍ واطمئنان، ورخاءٍ وازدهار.

• أديب وإعلامي عُماني.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button