في الربع الأول من القرن الثامن عشر الميلادي كانت البداية الأولى لنشأة دولة في شبه الجزيرة العربية بعد أن انحسر الحكم في الأعاجم بعد سقوط الدولة العباسية في1258م سنة 656هجرية؛ إذ توالى حكم العنصر الأعجمي حتى العام 1923م بنهاية سقوط الدولة العثمانية.
والمتتبع للتاريخ السياسي في شبه الجزيرة العربية يلحظ أن هناك سيادة لكنها تأخذ الوجه القبلي حتى على مستوى الدويلات التي قامت أو الإمارات الموجودة في تلك الحقب الزمنية حتى وإن أخذت مفهوم إمارة أو دولة؛ فالمتابع للتاريخ يجد أن دولًا في تلك الأزمنة لم ترتقِ لمفهوم الدولة المعاصر أو حتى الدولة في السابق كالعصر العباسي أو حتى الدويلات التي انفصلت عن الدولة العباسية؛ لهذا فإن تلك الدول والإمارات كان يغلب عليها طابع النظام القبلي حتى في النزاع والصراع البيني يأخذ هذا المنحى. والمتتبع للنفوذ العثماني في شبه الجزيرة العربية يقف عند ظواهر منها تركيز التعليم على مناطق معينة من شبة الجزيرة العربية؛ وخصوصًا المناطق المعروفة حاليًا بمناطق المملكة العربية السعودية إذ كان يتركز التعليم في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة تقربًا ويلحظ أن المدارس تقام في حدود الحرمين الشريفين فقط دون الخروج إلى الأطراف الأخرى الخارجة عن حدود الحرم؛ رغبة في الأجر مما جعل الكثير من أبناء القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية يغلب عليهم الجهل؛ الجهل بالعلم بأنواعه وأكبر جهل كان مخيم في شبه الجزيرة العربية الجهل بالدين الإسلامي، وكذلك بروز الصراعات القبلية والتاريخ المتوارث شفاهة يثبت ذلك.
وكثير من أبناء الوطن كانوا ينزحون إلى بلدان مجاورة أكثر اقتصادًا وأمنًا، واستقرارًا فكثير من قبائل شبه الجزيرة العربية نزحت إلى العراق وبلاد الشام ومصر واليمن؛ إذكانت تلك البلدان ما قبل تأسيس الدولة السعودية منارات إشعاع حضاري ورخاء اقتصادي وملاذ آمن لطالبيه.
قامت الدولة السعودية وتأسست في الربع الأول من القرن الثامن عشر الميلادي الحادي عشر الهجري في العام 1151 هجرية على يد الإمام محمد بن سعود مناصرًا دعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب عليهما رحمة الله إذ كانت النواة الأولى لبناء دولة هو العودة بأبناء شبه الجزيرة العربية إلى الدين الإسلامي الحنيف فالدين هو الذي يبني شخصية الإنسان دين الوسطية والاعتدال، والملاحظ من ذلك التاريخ حتى قيام الدولة السعودية في دورها الثالث على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود يلحظ أن هذه الدولة لم تكن طائفية أو ذات ميل مذهبي يميز مجتمعًا عن مجتمع آخر، رغم أن مذهب الدولة هو المذهب السني إذ لم نجد تمييزًا بين أبناء المملكة العربية السعودية مذهبيًا كما يعتقد البعض أو كما تمارسه الآن إيران مع مواطنيها.
يوم التأسيس يوم يجب أن يعطى مساحة من الندوات التاريخية، والبرامج التلفزيونية، والإذاعية، والمقالات الصحفية فالدولة السعودية دولة إسلامية معتدلة يضاف إلى ذلك الاعتدال بأنها قومية العروبة فهي الدولة الوحيدة التي نشأت في شبه الجزيرة العربية وجابهت الدولة العثمانية، وهي الأرض التي لم يستعمرها مستعمر وهذه من المفاخر لنا نحن أبناء المملكة العربية السعودية.
وهناك خاصية أخرى على المستوى الاجتماعي، وهي تصاهر أبناء المملكة العربية السعودية وتحولوا لأسرة كبيرة ممتدة إذ نجد من أبناء الجنوب من يتصل بنسب مع أبناء الوطن كله، وهكذا أبناء الشمال والحجاز و نجد والشرق، ولقد نشأت لهجة وطنية موحدة نتيجة التمازج بين أبناء الوطن تعرف اليوم باللهجة السعودية.
0