يوم التأسيس السعودي يُمثل ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى التي تم تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- حيث تولى الحكم في الدرعية بتاريخ 30 جمادى الأولى من عام 1139 للهجرة، وبناءً على هذا التاريخ تم تحديد ذكرى هذا الاحتفال الوطني في الثاني والعشرين من شهر فبراير/ شباط، وكان هذا ضمن أمر ملكي أصدره الملك سلمان بن عبد العزيز -رعاه الله- بتاريخ 27 من شهر يناير/ كانون الأول من عام 2022 للميلاد يقضي باعتبار 22 من شهر فبراير/ شباط من كل عام ذكرى لتأسيس الدولة السعودية، وتعطل الجهات الرسمية الحكومية فيه، وأطلق على هذه المناسبة الوطنية اسم (يوم التأسيس السعودي).. بتول منصور.
إنّ يوم تأسيس المملكة العربية السعودية هو أحد أيام التاريخ النبيلة، هو يوم وفت به الأيام السعيدة مع الأهل والأحباب، فقدّمت لهم أطيب الهدايا وأثمن الأشياء، لأنها البلاد الأجمل على وجه الأرض.
مع مناسبة يوم التأسيس نُجدّد العهد بالولاء للوطن الغالي، ولشعبه الطّيب، ونُجدّد الحب والوفاء لكل ذرّة تراب على خريطة المملكة العربيّة السعودية التي طالما كانت المكان الأمثل للحياة.
إنّ الحياة لا تكتمل سوى بوجود انتماء حقيقي ورابط مميّز يجمع أبناء البلاد بوطنهم، ولعل المملكة العربية السعودية هي واحدة من الدول التي تتربّع على عرش القلب، في تلك الميّزة.. وتطير الحروف والكلمات وتتلعثم المفردات وتتلاشى الأشياء في حضرة مناسبة ذكرى التأسيس؛ لأنّها مناسبة تمَّ فيها بناء المُواطن السعودي قبل أي شيء آخر، وبناء الشّعور الوطني الذي يجمع أبناء السعوديّة.
وحدها الأوطان العظيمة من تستحق لك الحُضور اللافت في القلب، ذلك الذي يتم التعبير عنه بعيون دامعة وقلب خافق، وذكريات طويلة، فاللهم نسألك في يوم التأسيس أن تُبارك لنا في هذه البلاد، وأن تزيدها من توفيقك.. شادي خلف.
مما تقدم يتضح عظمة وقدسية يوم التأسيس السعودي لجميع أطياف الشعب السعودي، والذي يجسد تلك القفزة الهائلة لهذه البلاد الكريمة والتي كانت صحراء قاحلة، وكان الخوف يعتري من يكون متواجدًا بها، نظرًا للاضطرابات التي كانت تعم البلاد كون الأمن كان شبه معدومًا، والنازعات على قدمٍ وساق بين القبائل المتناحرة على أماكن الرعي، وعلى أسباب تافهة.. وكان هناك نهب وسلب يحدث بينهم بشكل مستمر، ويعتبرون ذلك من الشجاعة ويتفاخرون به؛ إلى أن قيض الله لهذ البلاد تلك الأسرة الكريمة آل سعود؛ بداية من عهد الإمام محمد بن سعود -يرحمه الله- مرورًا بعهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -يرحمه الله-، وبلغت المملكة العربية السعودية ذروة مجدها ونهضتها في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله-.
لقد كانت تجربة بناء الدّولة السعودية هي أحد أبرز التجارب العربية الناجحة في منطقة الشرق الأوسط، حيث وصلت المملكة العربية السعودية إلى مصاف الدّول العالمية ذات الوزن الإقليمي والدّولي. إن مملكتنا هي مملكة العزّة والشّموخ، هي تلك البلاد التي تستند على تاريخ عريق وطويل، وحاضر قوي ومدروس، ومستقبل طموح، لأنّها تمتلك الكنز الأكبر، ألا وهو الشّعب المِعطاء والوفي والعظيم، شعب طويق كما أطلق عليه سيدي ولي العهد رعاه الله.
إنّ ذكرى التأسيس هي ذكرانا وذاكرتنا، هي إحدى دفقات الحُب التي نستمد منها الطّاقة للاستمرار بقوة أكبر. وحدها ملامح التأسيس قادرة على منحنى الطّاقة للعودة إلى بناء البلاد بطاقة وقوة أكبر، لأنّها ذكرى عزيزة وقادرة على توحيد القلوب. إنّ مشاعر الوفاء والوفاء كلها عاجزة عن التعبير عمَّا يدور في قلب كل إنسان سعودي مع ذكرى التأسيس التي طالما كانت أجمل مناسبة.
إنّ منشورات الحب والوفاء هي السّمة الأكبر لهذا اليوم المميّز، لأنّه ذكرى نستعيد معها أمجاد البطولة والإخلاص، وأمجاد تاريخ عامر بتلك الصّفات الجميلة التي تزيدنا وفاءً. بارك الله أرض الحرمين الشّريفين، وبارك الله قادة المملكة العربية السعودية الذين طالما كانوا أهلًا لتاريخيها المجيد وحضارتها التي تستحقّها وثقافتها الضاربة في عُمق التّاريخ.
إنّ يوم التأسيس هو مناسبتنا السّعودية الأسمى، هو ذكرانا الأولى التي فاضت بها مشاعر الوفاء لأجداد أبطال سَهروا الليالي، وكابدوا الصعاب؛ لبناء دولة تجمع أبناء شبه الجزيرة العربية تحت سقف مشترك، وفي ظل ملوك وولاة أمر كرام عدول رعاهم الله.
—————
-خبير استراتيجي، ومختص في العلاقات التاريخية بين الدول-