حسن عطا الله العمري

اضاءات .. حسن محمد طيب

قراءنا الأعزاء.. في هذه الصحيفة الغراء، وكما عوَّدناكم دائمًا في الكتابة عن شخصيات مضيئة تركت بصمات لا تنسى وتاريخًا مشرفًا في ميدان العمل..

لنا اليوم موعد مع ساحر الكلمة وصاحب الابتسامة الصادقة..

فارس من فرسان “السعودية” الأوفياء، ورائدٌ من رواد التحفيز، الذي أحبه كل من تعامل معه والتقاه، حتى لو كان في اجتماع عابر.

أستاذ التواصل الفعال، الشخصية النبيلة الخلوقة والمتواضعة والمحبة للوطن وللخطوط السعودية، الملهم والمحفز، المدرسة والرجل الإنسان (حسن طيب) الذي له من اسمه أوفر الحظ والنصيب..
أنعِم به وأكرِم من قائد استثنائي فاح في العُلا عبيره وطِيبُه!

شخصيتنا اليوم التي ننهل من طيبها ونكشف عن حسن صنيعها وصيتها، نسلط الضوء على تجربتها الإدارية والإنسانية الناصعة البياض وأعمالها ومواقفها الزاخرة بالحب والعطاء، والدعم والتشجيع والوفاء، وأحلامها، ورؤيتها الثاقبة التي لا تعرف المستحيل ولا يحدها سقف أو سماء..
تلك التي حفرها وبذلها في ميادين العمل سنوات طويلة حافلة بالجهد والصبر والثقة والعزيمة، أينعت وغدت قصة تروى، وحان اليوم موعد الاحتفاء بفصولها والتغني بها ليُتمعن فيها ثم يرددها كل من تعامل معه ونهل من شلال عطائه، وليقرأها من عرفه عن بعد، أو ربما لم يعرفه؛ ليرى كيف يترك الرجال الأفذاذ بصماتهم في أرجاء مؤسساتهم، وكيف يزرعون حبهم واحترامهم في قلوب زملائهم،،،

طيب الذكر والسيرة، وصادق القول والسريرة، القيادي الفذ، نصير الموظفين وصوتهم المسموع، وداعمهم ومحفزهم الأكبر.

الحبيب الذي كنا نبحث عنه حين نحتاج الى أذن صاغية تستمع لنا، وقلوبنا مفطورة من سوء تفاهم قد حل بنا، أو ظرف تسبب في إزعاجنا، فنجده يهب كرجل نبيل ليساعدنا على تجاوز الصعاب والتحديات التي كانت تعترض سُبلنا دون منة أو مصلحة؛ فنثيبه دعاءً صادقًا في جوف الليل على طيب أفعاله التي كان يشهد بها حتى المخالفون له.

الطيب مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- أثناء فترة تواجده بنادي الاتحاد نائبًا للرئيس

وللحديث عن هذا الرجل الفذ، زاحمت قلمي اليوم أقلامًا أخرى لترسم لوحة تعبيرية تصف لكم عن أي إداري عظيم نتحدث اليوم ونكتب، وعن أي أبٍ رحيم كريم اجتمعت القلوب على حبه واتفقت.

ولنبدأ بذلك الوقت الذي بدأت تتضح وتتجلى فيه قدرات فارسنا (حسن) ابن مدينة مكة، أهل الطيبة والخير والبركة، والذي تتزاحم أمامي خصاله وأفعاله الرائعة حُسنًا، ويلمسها ويشعر بها كل الناس، البصير منهم والأعمى.
بدأت قصتنا مع هذا الشاب عام 1964م، حين التحق بالخطوط السعودية بوظيفة متدرب ضابط اتصال، ثم بعد سنة تمت ترقيته إلى وظيفة مساعد إداري لمدير البرنامج الإعدادي لخدمات النقل الجوي بمركز التدريب، وزامل رفيق عمره وقريبه الوفي الأستاذ (محمد تونسي) في الإشراف الاجتماعي والليلي على الدفعة الأولى من طلبة البرنامج الإعدادي للنقل الجوي الذي بدأته الخطوط السعودية عام 1967م..

ذلك البرنامج الطموح باستراتيجيته الاستشرافية الذكية التي أنتجت روادًا كبارًا في صناعة الطيران، ساهموا في بناء مؤسستهم بإخلاص وتفانٍ، وقادوا مسيرتها لعدة عقود بمهنية واقتدار؛ لتسهم في نهضة وطننا العظيم ولتحمل رايته الخضراء خفاقة إلى أرجاء المعمورة.

في ذلك المكان وذاك الزمان تجلت قدرات (الحبيب حسن) ونضجت وبرزت جليًّا، وتمثلت في مقدرته الفذة على اكتساب ثقة ومحبة واحترام الطلبة في البرنامج الإعدادي، ومتابعته اللصيقة واهتمامه الدائم بشؤونهم وشجونهم، ليلًا ونهارًا، حتى أصبح قريبًا منهم ويصغون إليه..
حتى وصل فيما بعد إلى أن يكون مديرًا لهذا البرنامج الهام لمدة تزيد على عشر سنوات خلال الفترة من عام 1977- 1987م.

وهنا يشير الأستاذ (شوقي مشتاق) أن علاقته بالأستاذ (حسن) بدأت عندما كان أحد طلبة الدفعة الأولى بالبرنامج، وكان يلاحظ أن (أبا فهر) لديه قبول كبير بين الطلبة لفارق السن البسيط بينه وبينهم، ولأسلوبه المميز في التعامل معهم.

وتطورت العلاقة على مر السنوات؛ حيث اشترك معه في عضوية عدد من اللجان، منها لجنة إعادة هيكلة المحطات الرئيسية، ولجنة تطوير موظفي الصف الأمامي، فكان حريصًا على نجاحها وتحقيقها لأهدافها، هذا في مجال العمل، أما على المستوى الشخصي، فيقول عنه: لمست في شخصيته كل المعاني السامية والقيم النبيلة التى يفتخر بها أي إنسان.

مع الملك عبدالله يرحمه الله

ويشاركنا الأستاذ (راشد الزهراني) فيعلق قائلًا:
ماذا عساي أن أقول عن معلمي وأستاذي حسن طيب، الذي دخلت عليه يومًا وأنا ذلك الشاب البسيط القادم من القرية! ابتسم في وجهي وقال: “من أين أتيت يا راشد؟” فقلت له: “طال عمرك من الباحة، رميت صميل الغنم وجمعت الحصاد مع والدي وأتيت لكم يا أهل المدن باحثًا عن عشقي وحبي لعالم السفر وصناعة الطيران”، فرحب بي وأشعرني بالطمأنينة وتمنى لي التوفيق، وبعد عدة أيام فوجئت بقبولي في البرنامج.

وحين تُوفي والدي -رحمه الله- أقام لي عزاءً خاصًّا في صالة معهد التدريب عند عودتي للدراسة، وحضر الطلبة لتعزيتي ومواساتي.

ثم تقدمت للالتحاق بجامعة البترول والمعادن، ووضعت عنواني على عنوان أحد أبناء العمومة والذي كان يعمل بجدة، وكان يحضر إلى الديرة كل أسبوعين، ومن سوء الحظ أنه استلم برقية القبول التي تطلب مني سرعة الحضور لاستكمال إجراءات الدخول، ووضعها في جيبه ولم يفتحها، ونسي أن يسلمها لي إلا بعد انتهاء الوقت وضاعت عليَّ فرصة الالتحاق بالجامعة، وذهبت مرة أخرى للأستاذ حسن في التدريب وقال: “فينك يا ولدي؟ زملاؤك التحقوا بالجامعة منذ أسبوع” شرحت له الوضع، وتواصل مع المسؤولين لقبوله في جامعة الملك عبد العزيز بخطاب من معالى الكابتن أحمد مطر -رحمه الله- واستمررتُ لمدة عام في الجامعة، إلا أن الأحوال العائلية لم تكن تسر بعد وفاة الوالد -رحمه الله- واتخذنا قرارًا أنا وشقيقي الأكبر بضرورة أن يتوظف أحد منا لإعالة الأسرة، ووقع الخيار عليَّ، فاستعنت بالله وذهبت لأستاذي الطيب مرة أخرى وشرحت له الوضع بكل أمانة، فتعاطف معي كعادة الأب مع ابنه، وساعدني في إيجاد وظيفة مناسبة في الخطوط السعودية قريبًا من أهلي في المنطقة الجنوبية.

هذه قصتي مع الراعي الكبير حسن طيب، جئته فقيرًا إلا من شغفي وأحلامي الكبيرة، فوضع الله بين يديه أملًا ومستقبلًا جميلًا لشاب طموح، سخر له الله مسؤولًا بقلب أب وبعمل قائد فذٍّ، فساعدني ودعمني، ووجهني ليلًا ونهارًا حتى أعانني الله بكرمه وفضله وعوضني خيرًا كثيرًا.. سبحان من ندعوه سرًّا وجهارًا!..

الطيب مع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -يرحمه الله-

ويشاركنا الأستاذ (عبد الرحمن طيب) بطيب الذكر عن هذا الضيف الكريم فيقول:
في أكتوبر 1981 عدت من الولايات المتحدة الأمريكية بعد ابتعاثي من قبل الخطوط السعودية وحصولي على شهادة البكالوريوس في الهندسة الإلكترونية، ودخلت مكتبه راجيًا أن يوافق على ابتعاثي مرة أخرى لإكمال درجة الماجستير، فأصغى إليَّ جيدًا واستقبلني أحسن استقبال، وأسمعني كلامًا أنساني -والله- موضوع الماجستير، ونقلني إلى عالم آخر جعلني أعانق السحاب، وحفزني على ممارسة العمل فورًا واكتساب الخبرة اللازمة لخدمة الوطن الذي يحتاج أبناءه.

لقد كان حقًّا ساحرًا مقنعًا، قريبًا من القلب، حتى وإن لم يحقق لي طلبي.
واستمرت علاقتي به علاقة الأخ الصغير بأخيه الأكبر، أتطلع إلى توجيهاته ونصائحه، وأحاول أن أقتدي به في طريقته في القيادة.

وفي مقالة بعنوان:
(من الذاكره كوكب ثاني)، يروي الأستاذ (زين أمين) كاتب المقالة، تفاصيل موقف وقصة إدارية جمعته مع الأستاذ حسن طيب، كان مرشحًا ليكون سببًا للاختلاف، فأدار الرجلان تبعاتها بحكمة العقلاء، وتسامي النبلاء، وخلق الأوفياء من الرجال.
فاستطاعوا تحويل أسباب الاختلاف إلى وقود حقق لكل منهم طموحاته وإنجازاته وفي تكامل يصل بصاحبه إلى القمة التي ينشدها ويحقق له من الإنجاز فوق ما يطمح إليه.

وقد توقفت عند هذه المقتطفات من المقالة للدلالة على قوة الحدث والموقف.
يقول (زين): “عملت ثلاثة أشهر رئيسًا له وهو يعلم وأنا أعلم أن الرئيس الحقيقي هو الأستاذ حسن طيب. لقد كنا تلاميذ، تخرجنا في مدرسة العمالقة، الشيخ أحمد صلاح جمجوم، والشيخ كامل سندي، والسيد حمزة الدباغ؛ حيث تجرعنا وتشبعنا منهم بثقافة وقيم عمل راقية، نحترم القرارات الإدارية العليا، ونقدر المصلحة العامة حتى لو كانت على حساب مصلحتنا الشخصية”.
ويمكن لمن أراد التفاصيل الرجوع إلى المقالة المذكورة والاستزادة من دروسها المستفادة.

ثم يذكر الكابتن (سعد الشهري):
عندما كانت مديرًا لتدريب سلامة الطيران بالعمليات الجوية، وكنت حينها ممثل الخطوط السعودية في عضوية اللجنة الاستشارية للسلامة بمنظمة إياتا، تم انتخابي من أعضاء اللجنة رئيسًا لها، وكان الأستاذ حسن طيب هو التنفيذي الوحيد (غير رؤسائي المباشرين) الذي بادر بتهنئتي في خطاب لا أزال أحتفظ به؛ تقديرًا لحرصه على تهنئة زميل عمل لا تربطه به علاقة صداقة، ولا علاقة عمل، رغم تفاوت المستويات الوظيفية بيننا؛ مما ترك أثره ودلالاته التي تتحدث عن أبي فهر وتُحسب له.

كما أسجل له بتقدير بالغ دعمه الكبير لمشروع إعادة بناء إدارة السلامة عندما كان على رأس إدارة الموارد البشرية، وتوصياته القوية لمعالي المدير العام باعتماد الهيكل التنظيمي الجديد للإدارة، رغم وجود معارضات قوية من عدة إدارات تنفيذية، وكذلك دعمه عندما كان على رأس إدارة الخدمات العامة بمنح إدارة السلامة الجديدة ثلاث عمائر بمدينة “السعودية” لتكون مقرًّا لها، رغم رفض إدارة مدينة “السعودية” الشديد لذلك، مما تجاوز معه اعتراض الإدارة المختصة، واتخذ قراره والذي أصبحت بموجبه تلك العمائر هي المقر الرئيسي والدائم لإدارة السلامة حتى يومنا هذا، ولولا شمولية نظرة الأستاذ حسن طيب وتقديمه المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، ومقدرته الفذة على اتخاذ القرار وفق تلك الرؤية الواضحة، لما تحققت لإدارة السلامة مقومات قيامها، ولما تحققت للخطوط السعودية تلك النقلة النوعية التي حققها إنشاء إدارة سلامة كفؤة وفاعلة في مستويات سلامة التشغيل مما يحسب للأستاذ حسن الطيب نصيب الأسد منه، وبما لا يخل بحق بقية الإدارات التنفيذية التي ساندت المشروع، كلٌّ في مجاله.

الطيب مع سمو نائب وزير الدفاع الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز يرحمه الله

أما الأستاذ (أكرم فرحات) طالب الدفعة الثالثة من البرنامج الإعدادي لخدمات النقل الجوي عام ١٩٧٢م، فاختار أن تكون مداخلته شعرًا يصف به فارسنا اليوم في أبيات شعرية جميلة ومعبرة، يقول مطلعها:
أَبَا فِهرٍ فَلَا تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا
وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا
بِأَنَّا نَذكرُ المعروفَ بِيْضًـا
ونحمدُ الله أنَّا لهُ شَاكِرينا

بِأَيِّ خِصالٍ حَسنَ بنَ طَيبٍ
أكرمكَ الإلهُ مِن الأطيبينَا
أسقيتنا الأدبَ والعلمَ جمًّا
كنتَ لنا نِعمَ الأخِ أجمَعِينا

ويذكر الأستاذ (خالد البلوي) أن أبا فهر كان دائمًا داعمًا ومتفهمًا لاحتياجات المحطات الخارجية من القوى العاملة، وحينما مرض وذهب لتلقي العلاج في لندن رجاني أن أخفي الأمر وألا أعطي تفاصيل عن المكان الذي يُعالج فيه لأنه لا يرغب أن يكلف أو يثقل على أحد من محبيه وأصدقائه.

أما الأستاذ (سراج مليباري) فيذكر موقفًا رائعًا جمعه مع الأستاذ حسن طيب وهو عائد من الولايات المتحدة الأمريكية، أدى إلى تغيير مساره واتجاهه وجعله يتجه إلى العمل في إدارة التدريب بدلًا من قطاع التسويق الذي كان يريده بعد أن استمع من أبي فهر إلى نصيحة مفادها أن العمل في التدريب مختلف عن جميع الوظائف الأخرى وله طعم خاص، وضرب له مثلًا وقال له: لو قلت لك إن بيدي تفاحة طعمها مختلف عن التفاح الذي أكلته، لن تعرف ذلك حتى تتذوقه.
وكانت تفاحة الأستاذ حسن بداية مسيرة رائعة في مجال التدريب، وفتحت له الأبواب على مصاريعها.

ويقول الأستاذ (علي محرق): كان أبو فهر رجلًا ديناميكيًّا ذكيًّا، يجيد المشي على الماء، والتروي والمسايسة التي تمتص الغضب وتحقق الهدف البعيد، ولم أذكر يومًا أني رأيته في حالة انفعال أو غضب شديد؛ حيث كان قادرًا على نزع الفتيل حين يشتد النقاش وتعلو الأصوات.
وقطاع التموين مدين له بدعمه اللامحدود في تذليل كثير من المشاكل المتعلقة بالموظفين التي واجهتنا في مرحلة من المراحل، وقدم لنا حلولًا ذكية وعملية وخارج الصندوق للمحافظة على الكفاءات السعودية.

أما الأستاذ (حسين بندقجي) فقد أوضح قائلًا:
شهدت رجلًا كانت “السعودية” كل حياته، هذا الرجل هو أبو فهر، كان محبوبًا ممن يقدِّر النجاح والإنجاز والتفاني لرفعة كيان واسم “السعودية” عاليًا، وكان أقوى ما يكون دون تردد تجاه كل ما يسيء لـ”السعودية” ومنسوبيها.
وكثيرًا ما كانت تُوكل إليه مهمات من خارج اختصاص وظيفته لضمان نسبة عالية من النجاح، لقد كان قياديًّا من الطراز الأول في اتخاذ القرارات الحاسمة واجتياز كل العوائق البيروقراطية التي قد تعيق الإنجاز والنجاح.

أما المهندس (سالم باعبد الله) فيقول عنه:
أكثر ما يميز أستاذنا أبا فهر هو التأثير الإيجابي على الآخرين، وكنت أشعر به على المستوى الشخصي، وأراه عيانًا بيانًا على مستوى زملائي وفرق العمل التي يوكل إليها المهام والمشاريع المهمة.
ولا زلت أتذكر عندما كنت أستمع لحديثه المؤثر خلال حفل سنوي “غير رسمي” وكانت الساعة العاشرة مساء، حينها اقتربت من زميلي وهمست في أذنه قائلًا: “يا أخي.. والله من الحماس ودي أروح المكتب الآن”.

أما الأستاذ (مبروك بركة) فيذكر عنه أنه:
كان يترك مقعده بين التنفيذيين ليكون بين أبنائه، يحاور الجميع، يستمع بعمق إلى الفنيين والمتخصصين والعمال بتواضع نادر.. يُشعرهم بقيمة ما يقدمونه وأن لهم دورًا حيويًّا في نجاح الفعاليات.. وسط المناسبة وفي ذروة الحدث تجده هناك بعيدًا عند آخر مقعد في القاعة، يتابع ويذهب لغرفة التشغيل ليشد على أيدي وأكتاف الجميع، وبعد النجاح يصر على أن ينسبه لكل المشاركين دون استثناء ومهما تفاوتت الأدوار.

وبكثير من التقدير يذكر الكابتن (طارق سقطي) حرص الأستاذ حسن الكبير ومتابعته لمساره المستقبلي حينما كان طالبًا في البرنامج الإعدادي.

أما الأستاذ (رشاد دهلوي) فيشير إلى الاهتمام البالغ الذي كان أبو فهر يوليه لمتابعة إجراءات ترقية الموظفين المحالين للتقاعد قريبًا حتى لا تتأخر حوافزهم ويحرموا من الترقية، ويوصيهم بالاهتمام بهذه الفئة من الموظفين الذين خدموا الشركة والحرص على إكمال إجراءاتهم بأسرع وقت ممكن.

كما كانت له عادة جميلة، بأن يرسل رسالة تهنئة جميلة للموظف الذي ترقى ولا يكتفي بالتوقيع على خطاب التهنئة، وإنما يضيف إليه عبارات شخصية بخط يده، لها مفعول السحر لدى من يتلقاها.

ويتذكر الأستاذ (عبد الله الحمراني) مقولة ظلت عالقة بذهنه في أحد الاجتماعات التي جمعته معه؛ حيث بادره قائلًا: احرص يا عبد الله أن تضع ثقتك في مكانها.. ويا لها من نصيحة ذهبية طبقها واستفاد منها كثيرًا!

أما الأستاذ (عصام حمبظاظة) فيقول بكلمات فيها كثير من الوفاء والتقدير: ساعدني كثيرًا في إعطائي الترقية المستحقة، ووقف معي في كثير من المواقف وساندني، وكان لي العراب والموجه الذي لن أنسى فضله ما حييت.

أما محدثكم كاتب هذه المقالة، فما عساه أن يقول أو يضيف بعد كل هذه القلوب التي اجتمعت على الثناء والحب والتقدير للأستاذ حسن طيب الذي كان لي معه موقفان لن أنساهما ما حييت!
فقبل ما يزيد على ثلاثين عامًا مضت تعرفت عليه، حيث شاء حظي أن يكون مقعدي في الطائرة مجاورًا لمقعد هذا الرجل العظيم، سألني: من أنت وأين ذاهب؟ فأخبرته بأني موظف بسيط في سنواته الأولى، أعمل ممثلًا للمبيعات، تم ترشيحي لدورة في المبيعات بمدينة (طنجة المغربية) وسألته: وأنت يا سيدي.. من أنت؟ فأخبرني أنه يعمل مديرًا عامًّا لتخطيط الموارد البشرية في الخطوط السعودية، وفوجئت أيضًا أنه رئيس التدريب في الاتحاد العربي للنقل الجوي التابع لمنظمة الأياتا والتي تعقد الدورة التدريبية التي كنت ذاهبًا إليها وسيفتتح الدورة بنفسه.
بلعت ريقي، لم أعرف كيف أرد حيث لم يتسنَّ لي من قبل الحوار إلا مع مستويات إدارية محدودة بحكم درجتي الوظيفية في ذلك الوقت، ولكني تعجبت كثيرًا كيف مضى الوقت يحاورني بكل احترام ويوضح لي الهدف من هذا الاتحاد العربي للنقل وحرص “السعودية” على تدريب موظفيها في دورات متخصصة.
وصلنا إلى طنجة، وفي أول يوم من الدورة كان هو أول الحاضرين، ولاحظ المدرب القدير (كمال حليقة) -أطال الله في عمره- أن الموجودين فقط من الخطوط السعودية، حيث لم يحضر بقية المرشحين من شركات الطيران لأسباب غير معروفة، وتوقعت أن يتم إلغاء الدورة، فجاء صوت الأستاذ حسن طيب منقذًا ومحفزًا: “لا، لن تلغى الدورة، سنعقدها بمن حضر”. وزاد على ذلك أن تواصل مع مدير “السعودية” في المغرب ليرسل له موظفين ليستفيدوا من المقاعد الشاغرة.

وعُقدت الدورة، وكانت من أهم الدورات في حياتي الوظيفية برفقة هذا الرجل الرائع الذي لم يتأخر يومًا واحدًا عن الحضور، وكان يدعونا للعشاء في المساء على حسابه الخاص ويتعامل معنا كأخٍ كبير ولا يشعرنا بأي فروقات وظيفية بيننا وبينه.
وفي آخر يوم طلب منا المدرب أن نمثل دور البائع والعميل أمام الحضور ونطبق التقنيات والأساليب التي تعلمناها في الدورة في كيفية التعامل مع أنواع العملاء، ووقف اثنان من المشاركين يمثلان الدور والجميع يسجل ملاحظاته، وحينما انتهى المشهد وقف المعلم الكبير الأستاذ حسن طيب وقال كلمته المشهورة التي لم أنسها ما حييت لهؤلاء الشباب الذين أدوا الدور أمام الجميع: “أنا لن أجاملكم، ما شاهدته اليوم يثلج الصدر، سيكون لكم بإذن الله مستقبل باهر في هذه الشركة”، والتفت إلى أحد الأشخاص المشاركين وقال له: “أنت بالذات أتنبأ لك بمستقبل مشرق إذا واصلت هذا الإبداع”.
أقول لك يا أستاذي حسن طيب.. لقد صدقت توقعاتك التي أطلقتها في تلك المدينة الجميلة على شاطئ المحيط.

أما القصة الأخرى حينما كان أبو فهر مساعد المدير العام للموارد البشرية، شاء حظي السعيد أن تمر معاملة مقترحي عليه ومرفق به تقرير ظالم أن هذا المقترح ليس جديدًا وأنه تحت النظر والتفكير المستقبلي من الفريق المختص بالمشروع ولا يستحق مكافأة لأنه ليس جديدًا؛ حسدًا وعدم تقدير للأفكار والمقترحات البناءة.
كان يمكن أن ينتهي الأمر إلى هنا وأُحرم من المكافأة المستحقة وفوقها شعور بالإحباط كبير.
لكن أبا فهر كان ذكيًّا عادلًا، مقدرًا للجهود، نائيًا عن الجحود، لا يقبل الظلم، ففند التقرير بحكمته المعهودة، وتساءل ببساطة: أين برهانكم أن هذا المقترح الذي قدمه الموظف سبق مناقشته في أيٍّ من اجتماعاتكم ومحاضر لقاءاتكم السابقة قبل تقديم المقترح؟
فأُسقط في أيديهم ولم يجدوا إلا السراب! فكتب إلى سعادة الأستاذ (إبراهيم الدغيثر) الرجل الأول في التسويق في ذلك الوقت -رحمه الله- وأفاده أن مقترح الموظف جديد ومفيد ولم يسبقه أحد من أعضاء اللجنة المكلفة بالتطوير، وأوصى بمنح الموظف أعلى مكافأة مالية تعطى لاقتراحات الموظفين البناءة والمتميزة وهكذا كان.
فعل ذلك وهو لا يعرف من أكون، لكنه كان محفزًا ومطبقًا للمهنية مع الجميع، فهو لا يحتاج أن يعرف من هو الموظف لينال حقه في مؤسسة تخدم الوطن كافة، كان نصيرًا لكل موظف مجتهد، وداعمًا لكل فكر نير، وقلبًا كبيرًا، يقف مع الصغير قبل الكبير.
شكرًا أبا فِهر على ما تعلمناه منك من حكمة وتواضع والتزام وانضباط وتشجيع وبُعد نظر في تلك المرحلة المبكرة من حياتنا الوظيفية.
ومن الطبيعي أن ينتقل مسؤول فذ كهذا من موقع إلى موقع، أبدع في الجانب الاجتماعي والرياضي، وشهد نادي الاتحاد السعودي حين كان نائبًا للرئيس لفترتين زمنيتين مختلفتين، أبهى الإنجازات في تاريخه الكروي، فحسن الطيب حين يأتي إلى مكان يأتي ومعه طوفان من الحب يصنع به المستحيل.

واستمر مديرًا تنفيذيًّا لمدارس الآباء التعاونية الأمريكية بجدة لمدة تزيد على ربع قرن، قدم فيها عصارة خبراته التربوية لطلاب هذه المدارس النموذجية.

يقول ابنه (فارس) في سطور مليئة بالحب والإعجاب والتقدير:
حسن طيب وكلي فخر أني ابن هذا العظيم السند بعد الله.
حسن العصامي من أشرف بقاع الأرض مكة المكرمة، بفضل من الله دخل قلوب الناس.
حسن البار بوالديه وإخوته.
تقريبًا وبعد سبعة عشر عامًا على تقاعده لا زالت الناس تذكره بالخير في الخطوط السعودية، وهنا تأتي كلماته لي.. يا ولدي أنا مجرد سبب، سخرني الله لخدمة الناس.

كما يضيف ابنه (نوفل) يقول:
أنت يا أبي تاريخ حي، نفخر ونزهو بك في كل مكان ونقول نحن أولاد حسن، ابن مكة الأصيل.
أنت شخص لن يتكرر ولا يقدر بأي ثمن، أنت وأمي بركة ونور حياتنا.. حفظكم ربي جميعًا.

اما ابنه (عمار) فيقول عنه:
أبي رجل محب للخير، يخدم الجميع كما لو كانوا أبناءه، كما أنه رجل مثقف متجدد، من خلال اطلاعه المستمر، لا تمل الحديث معه، كما أن الله وهبه كثيرًا من الحكمة والرأي السديد الذي كان له دور كبير فيما وصل إليه بعد توفيق الله.. فخور جدًّا أني ابن لهذا الرجل العظيم.


وفي الختام يمكن القول: إن أبا فهر كان مدرسة في كل قطاع أشرف عليه، وكم كانت “السعودية” وموظفوها محظوظين أنه تولى ثلاثة قطاعات من أهم قطاعاتها التي لها علاقة مباشرة بالإنسان، وهي: التدريب والتنمية، ثم الموارد البشرية، وختمها بقطاع الخدمات العامة!
والجدير بالذكر أنه كان مديرًا عامًّا للتدريب والتنمية لمدة عشر سنوات، ومديرًا عامًّا لتخطيط شؤون الموظفين لمدة ثلاث سنوات؛ الأمر الذي مكنه وساعده كثيرًا في عمله حين استلم زمام أعلى الهرم الإداري في تلك القطاعات.
حيث كان التميز منهجه، والنجاح والجودة والإبهار ديدنه، والتطوير شغله الشاغل، تشهد بذلك برامج التدريب التي أحدثها، ومن أهمها وأحبها إلى قلبه برنامج المساعد الإداري التنفيذي الذي تخرج فيه كوكبة من خيرة الشباب السعودي المؤهل تأهيلًا عاليًا في مجال السكرتارية التنفيذية والشئون الإدارية، بعد أن كان هذا الجانب يسيطر عليه الأجانب بصورة كبيرة.
كان حسن طيب عراب هذا البرنامج، والأب الروحي له، رعاه ووفر له كل عوامل النجاح؛ حتى أصبح خريجو البرنامج تتسابق على استقطابهم قطاعات “السعودية” المختلفة ويطلق عليهم (أولاد حسن طيب) كما طوَّر أنظمة وإجراءات العمل في “السعودية” وغربلها وحدَّثها وسخرها لزيادة إنتاجية الموظفين وتحفيزهم، خصوصًا فيما يتعلق بحقوق ومميزات الموظف والمتقاعد، كما ساهم في تطوير الخدمات الطبية، وتأمين علاج كريم للموظف والمتقاعد، تاركًا معه بصماته المضيئة في أرجاء “السعودية” وفي قلوب منسوبيها؛ امتنانًا واعترافًا بجهوده المشهودة داخل وخارج “السعودية”. نعتز اليوم بتكريمه في هذه المقالة التي مهما كتبنا لن توفيه حقه علينا، راجين أن يمن الله عليه بالشفاء العاجل ويبقيه دائمًا في صحة وعافية الرجل الشهم.. حبيب القلوب حسن طيب.

مقالات ذات صلة

‫9 تعليقات

  1. ما أصعب الكتابة عن الرجال الذين صنعوا امجاد و تاريخ عظيم، و اليوم اتشرف ان اكتب عن “والدي” ذلك الرجل الحسن الطيب الذي كان له دور مميز في مسيرة مؤسسه عملاقة كالخطوط الجوية العربية السعودية، و نادي الإتحاد السعودي بجدة و غيرها من الجهات. لا يمكن اختزال ما قدمه في عدة سطور، لكن يمكن رؤية ذلك في عيون و افعال الناس و ذلك هوا المكسب الحقيقي. انه رجل محب للخير يخدم الجميع كما لو كانوا ابنائه، كما انه رجل مثقف متجدد من خلال اطلاعه المستمر لا تمل الحديث معه، كما ان وهبه الله كثيرا من الحكمة و الرأي السديد التي كان لها دور كبير فيما وصل اليه بعد توفيق الله. فخور جدا اني ابن لهذا الرجل العظيم الذي تعلمت منه الكثير فله الفضل هوا و والدتي بعد الله في كل ما نحن فيه و كلمات الشكر لا توفيه قدره و اختم بمقوله دائماً ما يرددها لنا
    “Information is power”

  2. بيض الله وجهك وبارك فيك اخى حسن ان ساهمت فى نشر جزء يسير من مشاعر صادقة سجلها زملائي الأفاضل فى حق هذا الرجل الأسطورة الذى خدم السعودية بكل حب وجهد وإخلاص وتفانى ويكفيني شرفاً ان خلفته فى الوظيفة بعد ان كان له الفضل بعد الله فى تعيينى مديرًا عاماً لهندسة المرافق ومن ثم ترشيحه لى ودعمه اللامحدود لخلافته بمنصب المساعد المدير العام للخدمات العامة بعد تقاعده
    وانى اذ اعتذر لأنى لم أساهم فى كتابة بعض الكلمات فى حق هذا الرجل العظيم خوفاً من القصور فى إيفاء هذا الرجل حقه من التقدير والإجلال مع يقيني انى لو كتبت عنه المجلدات فلن افيه حقه وسموه علماً وأدباً ورقياً وتفضلا
    لا املك الا ان اقول لك جزاك الله خير اخى حسن على هذه البادره الكريمة وادعو الله ان يمد فى عمر والدنا الغالى ابا فهر وهو يتمتع بموفور الصحة والعافية والسلامة

  3. جميل ان تستكمل استاذ حسن الاضاءات بتقديم الاستاذ الفامه حسن الطيب وما عاصره وقدمه للخطوط السعوديه وللوطن من عطاء سيظل يذكر له كاحد اهم الرجال الذين اثروا الحياه العمليه الجميله لمنسوبي الخطوطالسعوديع.
    الاستاذحسن بالاضافة لمعرفتي به في العمل ومن لايعرفه ويعرف حسن تعامله ومهاراته المتعدده الا ان له اضافات اجتماعيه ثريه على اكثر من نطاق يطول الحديث عنها
    شكرا على هذه الاصاءه المنيره حقا لرجل يستحق ان نقف احتراما وتقديره لجهوده وابداعاته

  4. اسلوب رائع لأشخاص أكثر روعة اضائوا رقي كياننا العظيم في فترة زمنية افتقدت تكنولوجيا الحاضر وعوضوها بحكمة القيادة وحسن الإدارة ولم يهملهم التاريخ فها انت من جيل تلامذتهم وقد أصبحت رائدا في مدرستهم تسجل بصماتهم بكل شفافية دون أن ترجو مصلحة الا العرفان بالجميل هنيئا لك هذا الوفاء في زمن امثالك قليل

  5. كفيت و وفيت اخوي حسن. و مهما قلنا في اخونا الكبير حسن طيب ، فلن نوفيه حقه من الشكر و الثناء..صاحب الأيادي البيضاء على الكثير ، ما يبقى غير الذكر الطيب، ولا أملك سوى الدعاء له بأثابك الله وأطال عمرك بالخير

  6. وماذا عساي ان أضيف ياصديقي إلى ماخطة يراعك وعبرت عنه حروفك وكلماتك..في سطور شجية واغنية عشق غنية ونداء للذوبان في عمق الزمان والمكان..وتقليب صفحات عن شخصية إنسان ساهم بكل حيوية وانطلاق من أجل تمهيد الطريق للاخرين ورفع الاشواك من تحت أقدامهم ولم يتوقف يوما عن الغرس والزراعة وكانت سعادته الكبرى هي حين يرى حصاد ذلك الزرع وثماره اليانعة..
    كلماتك يا سيدي وكلمات كل الزملاء الافاضل سحابات من الذكريات تتكون أمامك لتمطر تجارب شخصيه عاشوها مع الأشياء والمعاني ..تشعر من خلالها بنبض العلاقات الإنسانية الرفيعة في اسمى مراتبها..
    حسن الطيب..له من مفردات اسمه أكبر نصيب..فهو حسن الخلق طيب النفس في علاقته مع الآخرين..كريما متواضعا ..وعالي الهمة..صلبا في مجالدة الواقع والحياه والعمل..صلب لا لكسب شخصي ولا لإثبات الذات..ولكنها صلابة الوقوف مع مجموعة من القيم امن بها واخلص من أجلها..
    ان ابناء جيلنا من منسوبي الخطوط السعودية لايمكن أن ينسوا الدور الراءد الذي قام به الأستاذ حسن محمد الطيب في إدارة التدريب والتنميه التي أمضى جانبا كبيرا من حياته الوظيفية في رحابها ..كان مشغولا بهدف وأحد هو انارة وتمهيد الطريق للشباب..وكان نموذجا للإنسان العصامي الطموح والمدير الكفؤ..
    حفظ الله استاذنا الفاضل وبارك في عمره وامدة بالصحة والعافية والسرور…ودمتم بخير..

  7. جزاك الله عنا كل خير أبا نواف.
    فإن الأستاذ حسن طيب يستحق كل ما ذكر عنه وأكثر. فسيرته الطيبة تجاوزت الخطوط السعودية، ففي العديد من المرات أقابل أشخاصا من خارج الخطوط فيبادرونني بالسؤال “يقرب لك حسن طيب” فأقول لا، ثم أضيف بكل فخر إنه أستاذي ومعلمي.

  8. من نِعم الله على الإنسان ، أن يوفقه سبحانه وتعالى ، لتسخير قلمه المبدع لتسجيل وتوثيق مسيرة الإنجاز والعطاء وتقديمها للأجيال قبل أن يطويها النسيان ، والأجمل أن يتم ذلك والشخصية الكريمة على قيد الحياة ، الأمر الذي يُشعر هؤلاء الروّاد بقيمة وقدر ما قدموا في خدمة الوطن الغالي ومحبوبتنا الخطوط السعودية .

    شعورٌ يفوق تصورنا إلى مستوىً آخر من الوفاء والتواصل بين الأجيال ، مقالاتٌ وإصداراتٌ تأخذ مكانها في المكتبة العربية لتنطق بكل عبارات الثناء لصاحب المبادرة ولكل من ساهم بالفكرة والخاطرة ولكل من شاركنا في استرجاع شريط الذكريات الذهبية .

    بارك الله جهودكم أستاذنا حسن العمري وحفظ الله أبا فهر والرواد الأفاضل وتقبل في رضوانه وواسع جِنانه ، أساتذتنا ونور عيوننا الذين رحلوا إلى جوار ربٍ كريم لينعموا بخير الجزاء ، من باسط الأرض ورافع السماء .

  9. (اضاءات حسن محمد الطيب)بقلم✍?الكاتب المبدع الاستاذالمتميز حسن العمري?بارك الله فيك ?
    حاضرون حتى وهم غائبون صاحب الإنجازات يترك بصمة?حاضرة ومحفورة في قلوب الكثير من الناس?يزخرتاريخ الخطوط بالأسماءالوطنية التي حملت مسؤولية الاهتمام بالشباب وتعزيز مواقف الخطوط الداخلية?والخارجية والكثير من الإنجازات في هذا الرجل الذي أدى دوره الوطني ومن ثم استحق أن يكون اسمه خالداً?خالتك ام وسيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى