المقالات

يوم التأسيس جذور راسخة وأمجاد متجددة

في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود صدر أمر ملكي في الرابع والعشرين من شهر جمادى الآخرة 1443هـ بأن: (يكون يوم ( 22 فبراير ) من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم يوم التأسيس ويصبح إجازة رسمية )؛ ويوافق يوم 30 جمادى الآخرة 1139هـ 22فبراير 1727م، وهو تاريخ بداية عهد الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى انطلاقاً من عاصمتها الدرعية اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة منذ ثلاثة قرون، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها، واستمرارها في البناء والوحدة والتنمية بفضل من الله عز وجل.

يعد الإمام محمد بن سعود تاسع أمراء الدرعية منذ أميرها الأول مانع المريدي جد الأسرة المالكة عام 850هـ /1446م، تولى الإمام محمد بن سعود الحكم في منتصف عام 1139هـ/ فبراير 1727م في ظروف صعبة، وتحديات داخلية وتغلب عليها، ووحّد الدرعية، وأسهم في نشر الاستقرار في العارض، ونظم الأمور الاقتصادية، وناصر الدعوة الإصلاحية التي نادى بها الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وأمنَّ طرق الحج والتجارة، وبدأ حملات توحيد نجد تحت قيادة الدرعية.

***

وبعد وفاة الإمام محمد بن سعود رحمه الله في 1179هـ تمكن ابنه الإمام عبدالعزيز بن محمد، ثم الإمام سعود بن عبدالعزيز، ثم الإمام عبدالله بن سعود من توحيد معظم الجزيرة العربية، ونقلها إلى عصر جديد اتسم بالاستقرار والأمن والمكانة السياسية واتساع الرقعة الجغرافية، ونتيجة للحملات الأجنبية التي تسلطت عليها، وكان آخرها حملة إبراهيم باشا، ثم تدمير الدرعية، وهدم العديد من الحواضر عام 1233هـ / 1818م .

***

لم يتمكن الخصوم من القضاء على مقومات الدولة السعودية.. فانبرى الإمام تركي بن عبدالله بن الإمام محمد بن سعود بإعادة تأسيس الدولة السعودية الثانية عام 1240هـ / 1824م، ونقل العاصمة من الدرعية إلى الرياض مستمراً على الأسس والركائز التي قامت عليها الدولة السعودية الأولى منذ يوم التأسيس 1139هـ / 1727 م، ثم خلفه ابنه الإمام فيصل بن تركي الذي ازدهرت في عهده الدولة رغم المخاطر والغزوات المتكررة ضدها، ثم حكم من بعده أبناؤه الإمام عبدالله بن فيصل، والإمام سعود بن فيصل ، والإمام عبدالرحمن بن فيصل .

وفي عام 1309هـ / 1891م انتهت الدولة السعودية الثانية عندما غادر الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي الرياض إثر نزاع داخلي وسيطرة قوى محلية أخرى على الأوضاع في نجد.

***

وفي الخامس من شهر شوال1319هـ/ 14يناير1902م استرد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود الرياض معلناً توحيد البلاد من جديد .. وأمضى ثلاثين عاماً مع رجاله المخلصين، وشعبه الوفي في توحيد أجزاء البلاد شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ، وأعلن في عام 1351هـ / 1932م اسم (المملكة العربية السعودية) وتوج أعماله الخالدة بالنهضة المباركة في شتى المجالات التعليمية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية، وسار أبناؤه البررة الملوك سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله رحمهم الله.. ويقوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان أيدهم الله بإكمال مهمة البناء والتطوير والتنمية في شتى المجالات بعون من الله وفضله .

 حقاً أنها جذور راسخة وأمجاد متجددة تعيشها بلادنا ولله الحمد منذ ثلاثة قرون؛ فاللهم أحفظ بلادنا وولاة أمرنا ومكتسباتنا واجعل رايتنا خفاقة إلى يوم الدين.

————————————————

قسم التاريخ_جامعة الإمام محمد بن سعود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com