مع الإعلان الرسمي للمملكة العربية السعودية، عن يوم التأسيس الموافق 22 فبراير من عام 2022 (ميلادي)؛ بعد ثلاثة قرون، (أي منذ 22 فبراير 1727؛ تخطت 295 من السنوات)، تحت شعار (يوم بدينا)، اعتمدت فيها المملكة متمثلة بشعبٍ وحكومة، على إظهار نموذج حضاري يُحتذى به بالشكر والعرفان لكل من أسس هذه الدولة من خلال الدول السعودية الثلاث المتعاقبة على هذه الأرض المباركة، نموذجًا لإظهار القيم والملامح التاريخية، لافتة النظر لملاحم رجال ضحوا بالأرواح لعلو راية التوحيد، راية النصر، راية البحث عن الذات، لترسيخ في النشء معايير العطاء الذي قُدمت من خلال قيادات هذا الوطن العظيم، من أجل رفع راية التوحيد، راية هذا العز عاليًا.
يوثق هذا الاحتفاء أهمية كل جزء من أجزاء المملكة العربية السعودية تاريخيًا فعندما ننقب عن الهوية السعودية (تاريخيًا)، سنجد جوانب مهمة من تراثها المبهر التي تعكس التنوع الجغرافي لمساحات المملكة المترامية بطبيعة الأمر، فالمكانة التي تحظى بها هذه الدولة، من مفاتن الجود والكرم والرفعة، الذي يُشكلون عُمق وملامح تاريخ المملكة، فالأمر برمته يتعلق منذ ثلاثة قرون بمقدار التكامل الذي يجمع أبناء المجتمع على كلمة واحدة، وعلى توحد الشعب مع قياداته عبر العصور الثلاثة.
“إن الدولة السعودية الأولى استطاعت بفضل الله ثم بفضل من ناضل، وجاهد بالنفس على أن يحافظ على وحدة الصف، ولم الشمل تحت راية التوحيد، وأمن شبه الجزيرة العربية، الذي بلغ بها ما بلغ من احتدام شدة الصراعات وعدم الاستقرار، بل تمكنت بفضل الأئمة الأربعة المتعاقبين على حكم الدولة السعودية الأولى؛ من مواجهة وصد كل أنواع الفتن والمكائد والقضاء عليها بفضل خصال الحكمة، والقوة، وشدة البأس”.
وبهذا اللفتة ليوم التأسيس تمكنت المملكة العربية السعودية؛ من فرض هيمنة سيادة وجودها تاريخيًا في العالم بعموميته، على شكل خاص العالم الإسلامي، وأن لديها جذورًا وإرثًا تاريخيًا يتخطى الثلاثة قرون، (موطني عشت فخر المسلمين).
ولا شك أن ولي العهده الأمين الأمير/ محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، أشار في رؤيته 2030، باهتمام كبير على التركيز على تاريخنا باعتباره يُمثل هويتنا في الحاضر والمستقبل، غير أن إعلان يوم التأسيس ليس إلا تنشيطًا لهذه الرؤية المتكاملة التي توازن بين الحاضر والمستقبل والماضي.