كانت الجزيرة العربية تتنازعها الأحلاف، وتقسمها الفتنة، ويسودها الجهل والتخلف حتى قيَّض الله لهذه الأمة بداية التأسيس بقوة الرجال، وصلابة مواقفهم، وديدن إيمانهم؛ فكانت البداية بالمؤسس الأول التقي النقي الورع القائد الفذ.
أرسى دعائمها بالتوحيد، وشيد بناءها بالعدل والمساواة، ونذر نفسه وأهله؛ لتبقى ثابتة راسخة، وكانت الصعاب جمة والتحديات كبيرة وصعبة، لكن الله قيض لهذه الأمة ما كان؛ فكانت الدولة السعودية الأولى، واستمرت المسيرة بكل عزم ووطنية وتقوى، وتوحدت الجزيرة العربية، ونبذت الفرقة، وكانت الدولة الثانية على إرث الأجداد وقيمهم وما بنوه، واستمرت مسيرة الخير مكللة بتوفيق الله وعزم الرجال الأوفياء واضعين نصب أعينهم تقوى الله، وهم الأمة ونهضتها، والتخلص من التبعية والرجعية والتخلف والاستبداد، وشق دورب العلم والإيمان.
وفي مطلع القرن الماضي وفي خضم الأحداث العالمية خاض قائد الأمة الفذ معركة ليست بالسهلة؛ حيث تجددت الخلافات والفرقة والجهل والتخلف، وتمزقت أوصال الأمة؛ فكان إعلان الدولة السعودية الثالثة، وقد ضمت أقدس المقدسات، واحتلت موقعًا جغرافيا مميزًا ومكانة بين الأمم.
فانطلقت المسيرة زاخرة بالعلم، والعروبة والإيمان، وراية التوحيد رفرفت فوق الأرجاء معلنة أن عبادة الله وعمارة الأرض أساس دولة العدل والمساواة، ونذرت النفوس، وبذلت الجهود لرفعة الأمة وسؤددها،
ونحن الآن نعيش دولة-حباها الله- قيادات اتخذت من إرث الأجداد مرجعًا وهوية، ومن سمات العصر ومتطلباته نهجًا ومسيرة حافظة أصالة الأمة ورافعة راية الحداثة والتطور؛ فدام عز السعودية، ودامت راية قيادتها عالية خفاقة.
—————————-
المشرف العام على إدارة الإرشاد الجامعي ووكيلة عمادة القبول والتسجيل بجامعة الطائف