مقالات القراش

قهوة .. بن جبران القحطاني

أحيانا تكون الصدفة خير من ألف ميعاد كما يقال، ولأنني لم أجرب هذا المثل من قبل كما يدعيه البعض، إلا أنني في الرياض قبل أيام عرفت معناه وفهمت مقصده.

أحبتي:

دعيت من قبل إحدى اللجان في مدينة الرياض لتقديم محاضرة تختص بيوم التأسيس السعودي الذي يحفتي به وطننا الغالي بمرور ثلاث مئة عام لقيام هذا الصرح الشامخ الذي أصبح يضاهي بتطوره العالم.

وفي خضم هذا الحدث الكبير و ازدحام الحضور وتسابق الكرام في تقديم الدعوة لي سواء من أبناء العمومة أو الأصدقاء الأفاضل تعذرت كثيرا في تلبيهم بحكم سفري وانشغالي.

ولكن تقدم ناحيتي رجل عليه سمت الفضيلة والوقار، وسمت العلم والخلق القويم للسلام علي وتعريفي بنفسه فرحبت به وتشرفت بلقائه فقال لي :
يسعدني تشريفك منزلي لشرب ” فنجال قهوة “، علما أن الوقت كان متأخرا فحاولت الاعتذار منه ولكنه أصر ، كيف لا وهو من نسل قحطان العريقة، قحطان المجد، قحطان الكرم، فخجلت من فضيلته، وحسن منطوقه، فلبيت دعوته واتجهت لمنزله، فمكان منه هو وإخوانه شيوخ المجالس أبناء الوجية جبران القحطاني، إلا الوقوف في صف واحد، كل منه يرحب بطريقته، فهالني هذا المنظر الغير مستغرب منهم. لأن من كان أبوه ( جبران ) فلا تنتظر منه غير كلمة ( ارحبوا ).

لقد كان لمجلسهم العامر حكاية عجيبة تنافس في روايتها قصص حاتم الطائي. وهذا ليس ما أعنيه من مقالي، فالكرام موجود ومتوارث في كل مكان، وفي كل قبيلة، وكل عائلة، ولكن الذي أعينه هو أن أبناء جبران القحطاني سطروا سيرتهم وسيرة والدهم الوجيه بأحرف من نور ، وأخص بالذكر الدكتور محمد بن جبران مضيفي.
حيث سمعت عنه قصصا يتباهى بها إخوته مرددين قولهم: ” أبونا الدكتور محمد ” حيث كان سندهم وعزوتهم في حلهم وترحالهم، بل كان ” محزمهم ” في الشدائد و ” قدوتهم ” في المعالي.

إن الصدفة التي جمعلتني اتعرف بهذا الرجل لأشرب في منزله العامر فنجال قهوة أيقنت حينها أن الصدفة الجميلة خير من ألف ميعاد، حيث كانت تلك الدقائق المعدودة التي قضيتها في الحديث معه تجعلني أدرك مقولة أبي يرحمه الله ” اجعل لك في كل واد حصن ” والمقصود بها ” اجعل لك سند ” تنتخيه وقت الملمات.

نعم إن الدكتور محمد بن جبران، حصن لقبيلة قحطان كافة، وخير من يمثلهم، وخير من يتحدث باسمهم، وخير من يتقدم صفوفهم، وسعادتي بمعرفة هذا الرجل الكريم جعلتني أدون تلك الدقائق الماتعة معه في هذا المقال لأقول لأهل الرياض، وأهل ظهرة لبن ، هنيئا لكم بهذا الرجل الذي فتح صدره ومجلسه لكم ولكل من يعرفه، لذا تحية طيبة أوجهها له وأقول: من الجزء الشرقي من بلدنا الغالي شكرا بحجم السماء لأنني عرفتك.

همسة:
من يذهب للرياض أرجو ألا يتركه إلا وقد زار مجلس د. محمد بن جبران القحطاني

بقلم :

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button