يوم التأسيس الذي أصدره مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- في اليوم السابع والعشرين من يناير ٢٠٢٢م (١٤٤٣هـ) بتعيين يوم 22 فبراير من كل عام ليكون يومًا للتأسيس، إنما يهدف إلى استحضار أهمية ذلك الإرث التاريخي العظيم للمملكة العربية السعودية؛ فهو ليس مجرد ذكرى سنوية نحييها بفرحة إجازة أو نشيد وطني أو رقصات شعبية.
إنما يهدف إلى وقفة تفكر وتأمل، واستشعار يجند فيها العقل طاقاته ووظائفه الحسية والفكرية، وتتداعى معه المشاعر الوجدانية ليتصور، ويتأمل تلك المعطيات التاريخية والمشاهد والتضحيات البطولية التي أسست هذا الكيان العظيم على يدِ الإمام محمد بن سعود بن مقرن؛ لتكوين دولة تقوم على الشريعة الإسلامية السمحاء.
يوم التأسيس هو تفاعل وجدان، وعقل بمشاعر فخر واعتزاز بالجذور التاريخية لهذا الوطن العظيم.
يوم التأسيس هو يوم تفاعل مشاعر وطنية تتجلى فيها أجمل صور ومعاني عظيمة لامتداد ارتباط الماضي بالحاضر بالحب والولاء، والانتماء من الأجداد، والآباء والابناء والأحفاد، ونتوارثها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بمشيئة الله.
يوم التأسيس هو صورة تلاحم وارتباط بالوطن وقادته منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، وبداية تأسيسه للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233هـ (1818م)، وعاصمتها الدرعية، ودستورها القرآن الكريم، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية بعد قرون من التشتت والفرقة، وعدم الاستقرار، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها؛ إذ لم يمضِ سوى سبع سنوات على انتهائها حتى تمكن الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام 1240هـ (1824م) من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1309هـ (1891م)، وبعد انتهائها بعشر سنوات قيض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عام 1319هـ (1902م)؛ ليؤسس الدولة السعودية الثالثة، ويوحدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها.
وستبقى وتظل المملكة العربية السعودية بقادتها ولاة أمرنا آل سعود شامخةً عزيزة برعاية الله وحفظه.