الجزيرة العربية صحراء قاحلة طاردة للسكان كعدو لا يستطاع مقاومته.
جغرافيًا فيها من القسوة ما فيها إذا شحت أمطارها هلك الحلال، وشح الغذاء أوجاع الناس.
وسكانها قبائل تنشب بينهم الحروب لأتفه الأسباب، يسود حياتهم الجوع من شح الموارد بين رعي وزراعة لا أكثر، ويعشعش بينهم الجهل؛
فمن يجيد القراءة والكتابة قلة قليلة، حتى انتشرت البدع، وانحرف الناس عن الدين القويم.
والمرض لا يجد من يكافحه إلا بعض الوصفات الشعبية التي قد تضر أكثر مما تنفع.
هذه هي جزيرة العرب قبل أن يقيض الله لها الأمير محمد بن سعود؛ ليضع نواة لدولة.
وضع نواة لدولة آل سعود نعم..إنها نواة في الأرض القاحلة المحاطة بالمخاطر، مخاطر الطامعين، وخطر الجهل، والمرض العدو، والفقر في الموارد.
لكنها إرادة البطل، وإدارة القوي، صاحب الأفق الواسع، والطموح غير المحدود.
لم يكن وضع النواة كافيًا لجني الثمرة، لقد احتاجت النواة لتثمر كثيرًا من الجهود بين جهاد وبناء، تتابع الحكام وتكالبت الأعداء لكن أحفاد واضع النواة لم يستسلموا في إنضاج الثمرة مهما كلفهم ذلك من دماء وتعب وسهر.
لا يصنع المجد بالأمنيات، ولا يمكن بأبيات الشعر، إنما بالجهد والصبر والقوة.
ونحن اليوم ولله الحمد نجني ثمرة ما سهر على بنائه الأمجاد من آل سعود.
الثمرة بتوفيق الله ثم جهود آل سعود التي حفظت الأمن وأبادت الجهل، وقضت على المرض والفقر.
الثمرة هي المملكة العربية السعودية التي ود كثيرًا من الناس أن يكون مواطنًا فيها، ومن أبنائها.
——————-
تربوي