شعرت بالفرح والزهو والافتخار، وأنا أتابع الفعاليات المختلفة المصاحبة ل”يوم التأسيس” في أول احتفالية بعد القرار الملكي الكريم بتخصيص يوم 22 فبراير من كل عام للاحتفال بذكرى تأسيس دولتنا الفتية..
ومما زاد من ابتهاجي بهذه المناسبة الغالية ذلك الحرص الكبير، والإقبال الشغوف على ارتداء الملابس التراثية التي تعبّر عن مناطق المملكة المختلفة من قبل كافة فئات المجتمع؛ وبخاصة الأطفال والنساء، في مشهد جسّد عظمة هذا الشعب، وحبه لتراثه وحضارته، وحرصه على أن يظل هذا التراث وتلك العادات والتقاليد حاضرة في حياتنا اليومية تتناقلها الأجيال جيلًا بعد جيل وتحتفي بها وتبرزها للعالم، تأكيدًا على أننا أمة ضاربة الجذور في عُمق التاريخ، وشعب له إسهامه في الحضارة الإنسانية والتراث العالمي..
إنني أتطلّع بكثير من الشوق إلى أن أرى في المواسم المقبلة لاحتفالية “يوم التأسيس” اهتمامًا بتراثنا العمراني، والحرص على خلق معادلة متوائمة بينه وبين العمران الحديث؛ بحيث لا تضيع سمات ومظاهر العمران الأثري، وفي الوقت نفسه تكون قادرة على المواكبة، وهي أمنية معلقة بقدرة مهندسينا المعماريين، بما لهم من خبرة ومهارة ودراية علمية، بأن يقدموا لنا نموذجًا يحفظ الأصالة من جهة، ويواكب التطور من جهة أخرى..
أيضًا أتطلّع إلى إعادة ذاكرة الألعاب الشعبية القديمة، ومظاهرالحفاوة بالمواسم المختلفة مثل: رمضان والحج، واحتفالات العيدين، والحكايات الشعبية، والأغاني الفلكلورية والشخصيات التي ارتبطت بكل هذه الأنشطة المجتمعية، وما إلى ذلك مما يتصل بالتراث غير المادي في وطننا الغالي، فمظهر الاهتمام بهذا الجانب من شأنه أن يكمل الصورة العامة التي رسمناها في هذا العام.
فائق أمنياتي لوطننا الغالي بمزيد من الازدهار، ولشعبنا بالرفاه والأمن والسلام في ظل قيادتنا الرشيدة، وكل عام وقيادتنا ووطننا وشعبنا بألف خير، وفي رخاء ونماء ورفعة.
0