عندما أشاهد اللوحات التوعوية في الطرقات بعبارات تتضمن مكافحة الفساد كعبارة (معًا ضد الفساد والفساد هدر للموارد ، ويعطل التنمية)…إلخ من عبارات التوعية؛ فإنني أقرأها وأنا أتفكر فيها، وأطرح على نفسي العديد من علامات الاستفهام التي أوردها في ما يلي :-
1- هل هذه العبارات لها دور فاعل في مكافحة الفساد؟
2- هل لها دور مؤثر على الفاسدين؟
3-هل مواقعها المختارة مناسبة على الطرقات وذات جدوى؟
4- على سبيل المثال أين دور بعض المسؤولين المعنيين الذين يقرأون هذه العبارات وهم يشاهدون رداءة جودة وتنفيذ بعض المشاريع البلدية والخدمية؟
أين هم من التفكر والتساؤل؟ عن تلك المشاريع التي يتم تجديدها أو ترميمها بين الفينة والأخرى في أوقات متقاربة نتيجة رداءة الجودة وسوء التنفيذ والدليل وعلى سبيل المثال ما نشاهده من مشاريع سفلتة ورصف وإنارة لبعض الطرقات التي ما تلبث، وخلال فترة قصيرة إلا وبدأت عليها آثار التهالك والتلف والتشوه، ومن ثم يتم محاولة ترميمها أو إعادة تجديدها في دائرة من الهدر والإستنزاف لموارد الدولة، ومن يشاهد بالعين المجردة التي لا تحتاج إلى خبرة يرى سوء ورداءة تنفيذ مشاريع سفلتة بعض الشوارع الداخلية للأحياء والطرقات المحيطة بها، ويعلم علم اليقين أن هناك خللًا يطرح أكثر من علامة استفهام؟
لماذا تسند مشاريع الشوارع والطرقات الى شركات غير جديرة بالثقة والأمانة؟
أين دور المسؤولين الذين درسوا وتعلموا في أفضل وأرقى الجامعات داخل المملكة وخارجها؟ أين شهاداتهم؟ أين خبراتهم؟ أين ما عاهدوا الله عليه؟
فمشاريع بلدية أو خدمية يعاد تجديدها أو ترميمها بين فترات زمنية قصيرة !! فهل هذا الأمر مقبول؟
من المستفيد من هذا الهدر والاستنزاف؟
مع العلم أن معالي أمين محافظة جدة وفي تصريح يُحسب لمعالية كان قد أبدى استياءه من عدم تعاون بعض المقاولين مع متطلبات واشتراطات الأمانة، ومن ضعف الجدية في تنفيذ المشاريع معتبرًا في تلك اللقاءات أن تقوم الأمانة بتولي تنفيذ المشاريع بنفسها، وأنه ربما سيكون الحل الوحيد للإهمال والترقيع الذي يشاهد في محافظة جدة، ورغم مضي قرابة عامين على ذلك التصريح إلا أنه ما تزال الكثير من طرقات وشوارع مدينة جدة تعاني من رداءة وسوء تنفيذ السفلتة التي تتصدع وتتشقق، وتتسبب في ظهور الحفر التي يتضرر منها عابروا تلك الشوارع والطرقات، وتشكل منظرًا غير حضاري أمام السياح والزوار، ولا سيما ضيوف الدولة.
أخيرًا..أرجو أن أكون أحد الأفراد الذين يتجاوبون مع تلك الإعلانات التوعوية، وأن أحقق الهدف في العبارة (معًا ضد الفساد) من خلال طلبي هذا حيث أطلب من الجهات التالية :-
1- هيئة مكافحة الفساد
2- إمارات المناطق
3- مجلس الشورى
تكليف الجهات الرقابية
وتكليف من يرون من وسائل الإعلام الموثوقة للتحري وجمع المعلومات اللازمة عن الآتي:-
1- جودة وسلامة تنفيذ المشاريع البلدية والخدمية؛ وخاصة الشوارع والطرقات والأرصفة والإنارة في جميع مناطق المملكة.
2- التحري عن المشاريع البلدية والخدمية التي تم تجديدها أو ترميمها أكثر من مرة خلال 3سنوات فاقل أو أكثر.
3- المشاريع التي تم تغطية عيوبها بديكورات تجميلية لإخفاء رداءة وجودة المواد وسوء التنفيذ وعلى سبيل المثال هناك مشاريع جسور وأنفاق في مدينة جدة تم تجميل رداءتها بديكورات تستر عيوبها رغم ما أثير عنها من جدل في وسائل الاعلام حول ما ظهر فيها من عيوب.
4- اختيار مواقع مناسبة وذات جدوى للتوعية يشاهدها ويتذكرها الفاسدين وغير الفاسدين؛
ليكونوا فعلًا معًا ضد الفساد، وتكون هذه المواقع في واجهة مداخل مباني الوزارات، وفي واجهة المغادرة والقدوم في المطارات بما فيها صالة الفرسان والمكتب التنفيذي، وإدخالها أيضًا كفقرات جانبية توعوية في برامج هيئة الترفيه؛ وبهذا نكون فعلًا معًا ضد الفساد ودام عزك ياوطن.