المقالات

ذكرى يوم التأسيس.. الحمد لله الذي بفضله تتمُّ النعم

د.عبدالله العبادي

لكل أمة تاريخ تعتز به وتفتخر، وتاريخنا في هذه البلاد تاریخ مشرق بكل إضاءات الزمن؛ ولذا فإن يوم تأسيس هذه الدولة المجيدة يُمثل ذكرى خالدة لا تُنسى، ويرتبط بما حدث في هذه البلاد من تحوَّل جذري غيَّر مسيرة الحياة فيها من الفقر إلى الغنى، ومن الجهل إلى العلم، والعلم المتميز الذي تفوق في كل مجالات الحياة إلى حد المعجزات، ومن التشرذم إلى الوحدة الوطنية فانطلقت البلاد؛ لتكون من أرقی بلاد العالم في العلوم والتقنية التي فاقت ما عليه الحال في كثير من دول العالم التي توصم بالمتقدمة.
كان يوم إقامة الدولة السعودية يومًا زاهيًا وتاريخًا مجيدًا في الجزيرة العربية حوَّل فيها مسارات الحياة إلى عكس ما كان عليه وضع الجزيرة، والتي كانت عبارة عن مجموعات بشرية في داخل بعضها متناحرة متقاتلة تعيش مكاسب كل تجمع على التجمع الآخر والنهب والسلب والقتل، والاعتداء على الحرمات مع انتشار الجهل والفقر والمرض، وسيطرة الخوف وقطع الطرق والتهام الأقوى للأضعف بلا رادع أو وازع حتى كان اليوم الذي تأسست فيه الدولة السعودية وقام كيانها.
وبدأت تبسط نفوذها وتعيد الإصلاح في أنحاء الجزيرة بدءًا من منطلق نفوذها على الرياض وما حوله ثم الأمصار الأخرى إلى أن انتهى بها الحال إلى الثبات والقوة وعندما تولي جلالة الملك عبدالعزيز – رحمه الله- الأمور سعى لتوحيد أجزاء الجزيرة لتكون دولة واحدة وأمة واحدة من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها.
وحَّد شعبها فأصبح يدًا واحدة بعد التشرذم وأمة واحدة بعد التفرق، وحارب الفقر والجهل والمرض، وفتح الله له كنوز الأرض فبدأت التنمية الفريدة التي لا نظير لها في زمن قياسي عجيب، وبدأ التطور والانطلاق إلى مدارج الرقي والعلا حتی أصبحت الدولة دولة مثالية امتدت عوالم الحضارة والرقي في جميع أجزائها؛ فقامت المدن الحديثة ومقوماتها الحضارية المتكاملة وارتقى أبناؤها في كافة العلوم أعلى الدرجات في العلوم الحياتية والطب والهندسة والتكنولوجيا والعلوم العسكرية؛ فأصبحوا رواد على مستوى العالم متميزين في مجالاتهم، وارتقى مستوى التقدم والتميز في كل شيء حتى أصبحت البلاد في كل أجزائها حضارية راقية في زمن يسير، وارتقت البلاد اقتصادية إلى مصاف الدول العُظمی.
إن يوم التأسيس هو يوم الذكري الذي يجعل المواطن هنا يدرك ما قدمت الدولة له من خدمات جليلة، وما وصلت إليه مدن المملكة وقراها وهجرها من تقدم وتطور وخدمات متكاملة على أرقى ما تكون عليه الخدمات في العالم، وما يحظى به المواطن من قيمة ومكانة ورفاهية وعزة في بلاده على الرغم من اتساع البلاد، وتعدد حواضرها.
لقد كان الهم الأكبر لقادة البلاد وحكامها من قيام الدولة هو الارتقاء بالوطن، وخدمة المواطن ورفاهيته وتقدمه في شتى المجالات.
ولا يزال العطاء مستمرًا، ولذلك فسيكون يوم التأسيس ذکری خالدة في قلوب المواطنين والأجيال القادمة كلما مر عليهم اليوم الثاني والعشرون من الشهر الثاني من العام الميلادي.
وسيبقى أبناء هذه البلاد درعًا حصينًا لحمايتها، والحفاظ على مكتسباتها والاستمرار في بنائها ورقيها يدًا بيد مع ولاة أمرها وقادتها؛ لتبقى رايتها عالية عزيزة خفاقة.
حفظ الله بلادنا وقادتها ومواطنيها من كل سوء، وأدام الله عزها وسؤددها.

——————-

وكيل جامعة الطائف سابقا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى