المقالات

ثلاثة قرون من المجد

أ.د. فتحية حسين عقاب

تُقاس أهمية الدول والأوطان وعظمتها بعُمقها التاريخي ومراحل حقبها التاريخية، وإنجازاتها التي حققتها، وثراء تحديات تجاربها، وسير قادتها وأبطالها، وهو ما يسطره سجل التاريخ الذي يصبح ملهمًا ومعززًا للأجيال بالاعتزاز والولاء، وهو ما يتوفر لتاريخ المملكة العربية السعودية العريق، الحافل بكل القيم العظيمة التي يحق لأبنائها ورجالها وقادتها أن يستذكروا بالفخر المراحل التاريخية التي مرت بها دولتهم.
ومن هنا كان لابد من الالتفات إلى البدايات الأولى لتكوين هذا الوطن العظيم ونشأته، والتأكيد على التاريخ لهذه البداية التي صنعت وأسست الدولة السعودية بنموذجها المميز، فأصبحت الحاجة ماسة لتسليط الضوء على ملحمة مرحلة التأسيس، والكشف عن بداية نشأتها قبل 300عام على يد الإمام محمد بن سعود، وتأسيسه لأركان الدولة في الدرعية عام 1139هجرية/1727م من خلال ما سطرته لنا سجلات التاريخ من تحقيقه للوحدة والأمن والاستقرار، ومن ثم استمرار الدولة في البناء والوحدة والتنمية.
وحرصًا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- واستحضارًا للإرث التاريخي والحضاري لبلادنا ولما تمتع حفظه الله من النظرة التاريخية العميقة، فقد أصدر مرسوم ملكي بجعل (22 فبراير) من كل عام يومًا لذكرى تأسيس السعودية، باسم (يوم التأسيس)، ويصبح إجازة رسمية.
وبالتالي يعدُّ هذا اليوم مناسبة وطنية نعلن فيها اعتزازنا وفخرنا بالجذور العميقة والراسخة لدولتنا العظيمة، فقد أثبت الإمام محمد بن سعود، ومن أتى بعده من الأبناء والأحفاد أن منهجهم في نشأة الدولة السعودية هو نموذج يضاهي نماذج نشأة الإمبراطوريات العظيمة في التاريخ، وعلى سبيل المثال نشأة الإمبراطورية الرومانية التي نشأت في مدينة الصغيرة روما، ومنها انطلقت لبقية مدن شبه الجزيرة الإيطالية، وخرجت منها إلى بقية أجزاء العالم القديم مكونة إمبراطورية عظمى، ومن هنا وبدافع الأمل لا المبالغة حق لنا أن نقول: “السعودية العظمى” فقد جاءت نشأة الدولة السعودية من مكون محلي وبمتطلب اجتماعي ولم تأتِ من عزو أو استعمار خارجي، كان هذا المكون أهم دعامة من دعائم استمرارها وازدهار في بقية مراحلها التاريخية سمته تلاحم وانسجام بين حكامها ومواطنيها، يليه بقية الدعائم الأخرى، من السعي بجدية إلى تحقيق الاستقرار والوئام المجتمعي، ومواجهة التحديات الصعبة وتذليلها في سبيل ازدهار ورفاهية مواطنيها. وبهذا حق لنا أن نفخر ونعتز بوطننا، ونردد “دام عزك يا وطن ”
—————-

عضو هيئة تدريس بجامعة الملك سعود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى