منتدى القصة

الهُجُوم

قصة قصيرة

أشعت بين زملاء العمل أن القسم المؤجر من بيتي الصغير المكون من دورين وسطوح شاغر معروض للإيجار .
جاءت زميلة عمل بمكتب آخر لتستأجره مؤقتا لأختها الأرملة وابنها وابنتها أثناء انتظارهم حصر تركة زوجها.
سهلت إجراء اتفاقها مع مكتب العقار بموافقتي غير المشروطة وكنت أجد سيارتها تسابقني في أفضلية الوقوف في الشارع بعض الأيام.
ذات صباح وأنا أرقد في فراشي سمعت حركة بمسكني لأجد جارتي بالمطبخ تستعمل الموقد، أربكها وجودي واعتذرت بفراغ (دبة) الغاز بمطبخها.
لما عدت من العمل بعد العصر وجدتها راقدة على أحد مقاعد صالة الجلوس، تحسست تفاصيل جسدها الممشوق بكفي، تنبهت.. تأملتني ثم أغمضت عينيها متنهدة.
أخبرتني زميلة العمل أن المياه تتسرب من تمديدات المطبخ، وتنقل بين وقت وآخر تذمر أختها من تعطل مفاجئ في الدور الأول، وتطلب إصلاح خراب طال سكنها المستأجر.
في ليلة اقتحمتا الأختين خلوتي لتشاركاني مشاهدة المباراة الأخيرة لكأس الدوري وتنافسنا في التشجيع.
قالت زميلة العمل: تسكن لوحدك؟
قلت: نعم
قالت وهي تحدق في اختها: وأمك؟
قلت: منذ ثلاثة أشهر عند اختي
قالت: لماذا؟
قلت: تعرضت لوعكة صحية ودخلت المستشفى ولما خرجت اصرت اختي على اخذها للعناية بها بعد سفر العاملة المنزلية.
في السنة الثانية أخبرني صاحب مكتب العقار عن تأخر جارتي في سداد قسط الايجار.
لم أهتم، وإن لاحظت تبدل حال جارتي وانتقال ابنها وابنتها لمدرسة أهلية، أشاهد شعارها كل صباح على حافلة نقل الطلاب التي تقلهم.
وجدت اهتمام جارتي بالجزء الذي أسكنه، من خلال ترتيب الأثاث ووجود قنوات فضائية لا أتابعها في التلفزيون وحرصها على إرسال ابنها بقطع من الحلويات والمعجنات التي تصنعها.
وجدتها بعد مغرب يوم بكامل أناقتها تقطع متابعتي مباراة في كرة القدم للدوري الإسباني.
تقول: ما رأيك بشرب فنجان قهوة في مقهى
فقلت: وابنك وابنتك؟
قالت: عند جدتهم.
قلت: أين . .؟
رنّ هاتفها لتلتفت نحوي قائلة: أختي تنتظرنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com