لقد قابل الشعب السعودي الأمر الملكي باعتماد 22 فبراير من كل عام يومًا لذكرى “تأسيس السعودية” بفرحة عارمة عبَّر عنها بمظاهر كثيرة؛ حيث لفت التاريخ ليوم مهما في حياة المملكة، وهو يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى وامتدادها بالدولة السعودية الثانية ثم وصولًا إلى الدولة السعودية الثالثة يجسدها الاحتفال باليوم الوطني في 23 سبتمبر من كل عام؛ ليربط الجذور الأصيلة بالفروع العريقة عبر ثلاثة عقود من الزمن؛ للتعريف بتاريخ البداية، وإلى أين وصل امتدادها في الدولة السعودية الثالثة التي تُمثل المملكة العربية السعودية حاليًا امتدادًا لها؛ لتسير نحو المستقبل بخطى سريعة عبر مشاريع ضخمة ومكانة دولية كبيرة بمختلف تطوراتها المعاصرة في كل مجالات الحياة.
فقد أثار يوم التأسيس أشجان المواطنين لتاريخهم المجيد، وجعلهم يعيشون تلك اللحظة بواقع اليوم وما بينهما من قرون وسنوات بفرحة عارمة ومشاعر فياضة؛ وعبر الشعب عن فرحته باحتفاله بهذه المناسبة بمشاركته برفع الصور والكلمات المليئة بمشاعر السرور، فكانت هناك عبارات كثيرة عن يوم التأسيس ثم تطوره التاريخي وذكرى توحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه-؛ مستخدمين في ذلك الشعر والنثر، الأعلام والمعارض والمهرجانات، وكل فئة عمرية عبرة بأسلوبها من الأطفال إلى الكبار، من المواطنين والمقيمين؛ فوجدنا أنفسنا أمام الآلاف من المقالات والقصائد والأشعار والشعارات، مستخدمة مختلف الوسائل الإعلام القديمة والحديثة من صحف ورقية وإلكترونية وإذاعات رسمية وأخرى خاصة، ومعها الفضائيات السعودية العامة والإخبارية، ومعها الفضائيات العربية، وشارك المواطنون عبر وسائل شبكات التواصل الاجتماعي بنشر وبث المقاطع الصور الملونة المعبرة، والمقاطع الصوتية، والمقاطع المرئية، والنصوص المعبرة، والعروض الشخصية لتقديم نماذج للشخصية التاريخية.
ولم يقتصر التعبير عن الفرحة بيوم التأسيس على الشعب السعودي فقط بل شاركه في ذلك الشعوب الخليجية والعربية والإسلامية، وكانت هناك أيضًا إلى جانب الجهود الرسمية جهود شعبية شارك فيها الشباب السعودي، والتعبير عن المناسبة بملابس التراث، الأناشيد، الشيلات، والأغاني الوطنية. عبر فيها جميع الشعب عن حب الوطن والانتماء إليه والاعتزاز به في مختلف القرى والبلدات والمدن والمناطق، للتعبير عن عُمق علاقة الشعب السعودي بحكومته الرشيد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان – حفظه الله-، وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان رائد حركة التغيير والتطوير للمملكة بتوجيه خادم الحرمين الشريفين ورعايته. فكان هذا اليوم تعبيرًا عن مناسبة تاريخية فقط، ولكن أيضًا تعبيرًا عن قوة وصلابة الجسر التاريخي الذي يربط الحاضر بالماضي متماسكًا يعبر عنه النسيج الاجتماعي المترابط أفقيًا بالتاريخ ورأسيًا بقيادته الرشيدة؛ فعبر عن المحبة والألفة بين كل مكونات الدولة الثلاثة البيئة الجغرافية والبيئة الاجتماعية والبيئة السياسية. مما قدَّم دلالات القوة والترابط وحب الوطن والدفاع عنه والافتخار بأمجاده، والمستقبل واعد بالخير لمواصلة المسيرة بكل أنواع القوى الشعبية والرسمية. دام عز المملكة عبر العصور.
كل ذلك كان واضحًا برغبة المواطنين للتعبير عن فرحتهم بهذا اليوم التاريخي العظيم والتعبير عنه بكلمات وعبارات عن يوم التأسيس السعودي 2022 باللغتين العربية والإنجليزية، وما صاحب ذلك من عروض شعبية وأعلام وطنية وقصائد بالعامية والفصحى، وغيرها من الكتيبات والملصقات المطبوعة والأفلام الوثائقية.
عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام – جامعة أم القرى
0