اجعل لأبنائك وبناتك وقتًا ممتعًا

إن رعاية الأبناء بالتوجيه، وغرس القيم والمبادئ النبيلة في قلوبهم وعقولهم، ومصاحبتهم وتعويدهم على السلوك، والتعامل الجميل هي أمانة في أعناق الآباء والأمهات.
لاسيما في هذا العصر الذي ظهرت فيه انحدارات واضطرابات سريعة للقيم والأخلاق، وانحرافات مخيفة للبشرية عن الفطر السليمة، من مناداة بالمثلية، والتحررية من الأعراف والعادات والتقاليد المجتمعية النبيلة، مما يسهل الطريق أمام التخلي عن قيم وثوابت الدين الإسلامي الحنيف الوسطي المعتدل.
فكيف يكون المخرج لأبنائي وبناتي من هذا المأزق الأخلاقي والانسلاخ العالمي القيمي الخارج عن حدود الفطر الإنسانية السليمة؟

عندما يبلغ الابن أو الابنة سن الثانية عشرة، وهو سن تحرك علامات البلوغ الجنسي الجسدي، إلى سن الخامسة والعشرين، هو في هذه المرحلة مع بداية نضج العواطف الوجدانية والرغبات الجنسية، قبل النضج الفكري.
فهو في مرحلة قد ينجرف فيها، وينحرف معها بمقدار ٣٦٠ درجة عن جادة الطريق السليم.
– إذ قد يستقطبه مروج أو متعاطي مخدرات.
– وقد يستقطبه منحرف للدعارة والجنس.
– وقد يستقطبه صاحب فكر ضال متشدد إلى التكفير والتفجير.
– وقد يستقطبه ملحد إلى الإلحاد والتمرد على ثوابت الدين الحنيف.

أين أنت؟ وأين أنتِ؟ عن ثمرات الفؤاد وفلذات الأكباد؟!!
عندما يُحرم الابن من مصاحبة والده
سيصاحب غيره، وسيكتسب منه كل سلوكيات ذلك الغير.
سيبحث عن المال، ولو عن طريق السرقة أو الاحتيال والاختلاس فيصرفه فيما يضره.
سيجد نفسه في عالم إباحي مفتوح يصنع ما يشاء لإشباع رغبته الجسدية والروحية بلا رقيب ولا حسيب عبر وسائل التواصل ومواقع الإنترنت المشبوهة.
قد يحاول حتى الهروب من بيت أبويه إلى عالم خيالي رسمه له شياطين الإنس.
وكذلك الحال مع البنت فهي كهو.

أعطوهم مساحة من وقتكم بالجلوس معهم، والخروج بهم للنزهة والترفيه، وأعطوهم جل اهتمامكم في تعزيز قيم ومبادئ مجتمعنا السعودي النبيل.
لا تجعلوا معظم أوقاتكم لأصدقائكم، بل اجعلوها لأبنائكم، فهم رأس مالكم فلا يغيبون في هذه المرحلة عن أعينكم.
لا تعنفوهم، ولكن صاحبوهم ،،،،، صاحبوهم ،،،،،، صاحبوهم
ووجهوهم، وحاسبوهم بإحسان على أخطائهم حتى لا تخسروهم، وحتى لا تندموا يوم لا ينفع الندم على ضياعهم، وضياع مستقبلهم.
فالأبناء والبنات هم شعلة نور مستقبل بلادنا الواعد الذي رسمه لها قادتها من خلال الرؤية العظيمة الواعدة، فإذا ضُمت تلك الشعلة إلى غيرها، وهي صافية نقية زادتها قبسًا وضياءً منيرًا.

حفظ الله علينا ديننا وقيمنا وقادتنا في مجتمعنا السعودي المسلم المستنير بهدى الوحيين.
وحفظ لنا أبناءنا وبناتنا من شرور الإنحرافات السلوكية، والانحدارات الدينية والأخلاقية.

أ.د. عبد الله عيضه المالكي

كاتب وباحث أكاديمي .. عضو هيئة تدريس سابق بجامعة الطائف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى