لا غبار على أن السحب بيضاء، ولا حديث غير أن السماء صافية رحبة كل جميل منها هو الوصف الأبلغ لها ..
وفي حنايا تلك الصدور قلوب تتقلب بين نعيم البياض الناطق بالصدق، والأدب والحب، وسلامة النية، وبين جحيم البغض والحسد، والكذب وسوء النية..
مؤلم أن نملأ تلك القلوب بسهام مسمومة قد تكون قاتلة، وقد تكون مُهلكة، وقد تكون مؤذية يطال سمها الكثير ..
قلوب مسمومة بالحقد والحسد والكره، احترقت بنار الغيرة، وامتلأت بغاز مسموم من سواد القلوب، التي لا حديث لها إلا سموم تبثها، ولا هم لها إلا منظار المراقبة، والترقب لكل ما يحصل في واقع الآخرين..
لم تُغاث تلك القلوب بغيث اليقظة، والعودة إلي دروب القلوب النظيفة، ولكن سوف يأتي ذلك اليوم الذي تسقط فيه تلك القلوب، وتتعثر في ذلك الطريق الذي تبث فيه سموم حقدها، وحسدها وكرهها..
فلن يطول الانتظار؛ لأن كل الدوائر تدور، وكل الأحداث تتغيَّر، وكل قلب غير نظيف سوف يقع في وحل أشد من وحله؛ فالحياة لا تدور بلا ثمن بل قد يكون الثمن مقدمًا..
قلوبكم منكم وفيكم، احرصوا على سلامتها، اجعلوها ترتوي بالصدق والوفاء والحب، وأبيدوا سموم الحقد والكره والحقد ..
جميعنا نحتاج لقلوب نظيفة فلا تُدنسوها..
حروف لم تبث فيها سموم قلبية بل كانت حروفًا قلبية عبيرها الصدق، وأنفاسها الوفاء الذي هو ضياء الأقلام والقلوب قبل ذلك كاتبة لا تُجيد الجدال فيما يُخالف الصدق، ويزرع الحقد.