قال المولى جل وعلا في كتابه العزيز…
“وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا …”
ليكتفي الإنسان شر نفسه؛ وليحمد الله تعالى على فضله ونعمه، وليكف السوء، ويبعد الشياطين.
***
بداياتنا بكل شيء بذكر الله تعالى، ونهاية كل عمل بحمد فضله سبحانه وتعالى ..
فضائلنا وخِصالُنا، وكل ما نشأنا عليه وربت به أنفُسُنا يعبر عن ذلك، جميلٌ هو شُكر النعم، وجميلٌ جدًا التسبيح والذكر (هو راحة نفس واطمئنان قلوب).
***
طفل صغير لم يتجاوز سنواته العشر، وبلا اي ذنبٍ يُقترف تطاله الآلام وتورق حياته الأوجاع.. لم تكن والدته مهملة أو والده بالشخص المستهتر وإنما (عيونٌ رأته ولم تذكر اسم الله تعالى ولم تسبح بقدرته)، سقط مريضًا لا يعلم علّته أحد، ولكل طبيب تشخيص ولكلٍ وجهة نظر..
انقلبت حال أُسرةٍ بأكملها، وتكدرت حياتهم، ولم يعد لهم سوى البحث لاهثين عن علاج، وعن صاحب هذه النظرة التي ما ذكرت الله ومن حينها فتحت للشياطين الأبواب.
***
أمرٌ مشقٍ جدًا، وهذه ليست حالة استثنائية، فالكثير يقعون ضحايا لنفوسٍ مريضة، والكثير يعانون من جهد البلاء..
ألا تنبّهنا أن الرضا هو أساس الراحة والقناعة بحد ذاتها نعمة، وأن الارزاق مقسومة لا محالة.
***
هي دعوةٌ لنفسي أولًا وللجميع بدون استثناء (استحسان نعمه مدعاة للحمد والشكر والذكر)، وزوال النعم عن أحدهم لن ينقلها للآخر.
نحن حقاً نعي
لكن قد نكون تناسينا
**
نحن أولى الناس بذكر الله (لأننا موحدون) لأننا تميزنا برضا النفس، وبتمام الحمد وبنعمه الإسلام.
إخواني وأخواتي (فلنتعافى من شرور النفس وضغائن الشيطان)؛
لنذكر الله ونحتمي بطمأنينة القلب (ونعلم يقينًا أن ما أصابنا لم يكن ليخطأنا)؛ فتمام النعم بالرضا لا بالطمع.. ونحن لسنا فيها مخلدين
“لنعمل لغدٍ ننعم فيه برضى الله جل في علاه على سرر متقابلين”
****
اللهم اشفٍ مرضا وعافهم، واعف عنهم واكتب لنا تمام الرضا، واجعل ألسنتنا وقلوبنا وعقولنا تلهث بذكرك وشكرك.
اللهم آمين.