عام

حديث ولي العهد السعودي لمجلة “ذا أتلانتيك”، وما تحمل في طياتها من معانٍ كبيرة

أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، أن السعودية تتطور وفقًا لمقوماتها الاقتصادية والثقافية وشعبها وتاريخها.
جاء ذلك في حوار أجرته مجلة “أتلانتيك” يوم الخميس 30 رجب 1443هـ الموافق 3 مارس 2022م، مع سمو ولي العهد يحفظه الله.
واضاف سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مجمل حديثه بأننا لا نريد أن نقدم مشاريع منسوخة من أماكن أخرى، بل نريد أن نضيف شيئًا جديدًا للعالم، فالكثير من المشاريع التي تُقام في المملكة تعد فريدة من نوعها، إنها مشاريع ذات طابع سعودي، فإذا أخذنا العلا على سبيل المثال، فهي موجودة في السعودية فقط، لا يوجد أي نموذج مثلها على هذا الكوكب. وإذا أخذنا أيضًا على سبيل المثال مشروع الدرعية، فهو أكبر مشروع ثقافي في العالم، ويعد فريدًا من نوعه.
كما أشار إلى أن المشروع يعدُّ مشروعًا تراثيًا ثقافيًا ذا طابع نجدي. وإذا رأينا على سبيل المثال مشروع جدة القديمة، فهو مشروع تطويري قائم على التراث الحجازي، وهذا يعد أمرًا فريدًا من نوعه كذلك، وإذا أخذنا نيوم على سبيل المثال، وذا لاين، المدينة الرئيسة في نيوم، فهي تمثل مشروعًا فريدًا من نوعه تم إنشاؤه وصنعه بواسطة السعودية. إنه لا يعد مشروعًا منسوخًا من أي مشروع آخر موجود في أي منطقة في العالم. بل يُمثل تطورًا وإيجادًا للحلول التي لم يتمكن أحد من إيجادها. ولنأخذ على سبيل المثال مشروع القدية في الرياض، الذي يعد أكبر مشروع ترفيهي/ ثقافي/ رياضي في العالم، حيث تبلغ مساحته 300 كيلو متر مربع تقريبًا، وهي المساحة التي تعد أكبر من مساحة العديد من دول العالم. ويشمل هذا المشروع كذلك مشاريع ضخمة مثل: مدينة الملاهي، والمشاريع الثقافية، والمشاريع الرياضية، والمشاريع العقارية، وجميع هذه المشاريع تم عملها بطريقة لم تشهدها مدن أخرى مثل: أورلاندو على سبيل المثال، ولا أي مكان آخر حول العالم؛ لذا فإننا نؤكد مجددًا أننا لا ننسخ المشاريع، بل نحن نحاول أن نكون إبداعيين. إننا نحاول استخدام الأموال التي نملكها في صندوق الاستثمارات العامة، والأموال التي نملكها في ميزانية الحكومة بطريقة إبداعية تعتمد على ثقافتنا وعلى الإبداع السعودي.. جريدة أم القرى.
وفي رده على سؤال وجه إليه من مجلة “ذا أتلانتيك” حول إمكانية تحديث البلاد إلى درجةٍ تُصبح فيها هوية السعودية الإسلامية أكثر ضعفًا؟ قال سموه جميع الدول في العالم قائمة على معتقدات، فعلى سبيل المثال، أمريكا قائمة على أساس المعتقدات التالية: الديمقراطية، والحرية، والاقتصاد الحر وغيرها، والشعب يكون متحدًا بناءً على هذه المعتقدات، فإذا طرحت السؤال التالي: هل جميع الديمقراطيات جيدة؟ وهل جميع الديمقراطيات مجدية؟ بالتأكيد لا. إن دولتنا قائمة على الإسلام، وعلى الثقافة القبلية، وثقافة المنطقة، وثقافة البلدة، والثقافة العربية، والثقافة السعودية، وعلى معتقداتها، وهذه هي روحنا، وإذا تخلصنا منها، فإن هذا الأمر يعني أن البلد سينهار. والسؤال الأهم هو: كيف يمكننا وضع السعودية على المسار السليم، وليس المسار الخاطئ؟ السؤال ذاته يواجه أمريكا: كيف يمكن للمرء أن يضع الديمقراطية والأسواق الحرة والحرية على المسار السليم؟ لأن هذه الأمور قد تسلك المسار الخاطئ، لذا فإننا لن نقلل من أهمية معتقداتنا، لأنها تمثل روحنا، فالمسجد الحرام يوجد في السعودية، ولا يمكن لأحد أن يزيله. لذا فإننا بلا أدنى شك لدينا مسؤولية مستمرة إلى الأبد تجاه المسجد الحرام.
وفي ردٍ بليغ حول نظر أمريكا إلى حلفائها بأن يكونا آمنين.. قال سمو ولي العهد فعلى سبيل المثال، في السعودية، هل تتراجع التنمية الاجتماعية للخلف أم تتقدم للأمام؟ انظروا فقط لما حدث في الخمس سنوات الماضية، وما يحدث اليوم، وانظروا لما سيحدث العام القادم. إنها بلا شك تتقدم للأمام. لا يحتاج الأمر خبيرًا ليرى ذلك، قوموا بإجراء بحوثكم فقط على الإنترنت، أو قوموا برحلة قصيرة إلى السعودية، وسيكون بإمكانكم رؤية ذلك، تحدثوا إلى الناس، فمن بين نحو الـ33 مليون نسمة الذين يعيشون في السعودية، نحو 20 مليون سعودي، وسوف يخبرونكم بذلك. لذا ومن الناحية الاجتماعية نحن نسير في الطريق الصحيح، لكن على أية حال، لن تبدو المرحلة النهائية مطابقة لمعاييركم الاجتماعية بنسبة 100%، لنقل: إنها ستكون بين 70 و80%، يمكنني القول: إن ما نحن عليه اليوم 50%، ولا تزال هناك 20 إلى 30% يتعين علينا الوصول إليها، ولن نصل إلى 100%؛ لأن لدينا بعض المعتقدات التي نحترمها في السعودية، وهذا لا يتعلق بي، بل يتعلق بالشعب السعودي، وأنا من واجبي أن أحترم المعتقدات السعودية، ومعتقداتي كمواطن سعودي بينهم، وأن أناضل من أجلها.. الرياض واس.
تلك مقتطفات من حديث سمو ولي العهد السعودي الذي يطول ذكره وشرحه، والتي تطرق فيها للعديد من الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، والذي كان حديثًا شاملًا وضع فيه سموه النقاط على الحروف. والذي اتضح للكتاب والساسة ورجال الاقتصاد المتخصصين في جميع دول العالم بأن المملكة العربية السعودية؛ تعيش نقله نوعية على مستوى جميع الأصعدة لم يسبق لها مثيل.
ولاقى حديث ولي العهد السعودي صدى محليًا وخليجيًا وعربيًا وكذلك عالميًا.. لما يحمله من أفكار عظيمة وكبيرة كانت محل تقدير معظم قادة ورؤساء دول العالم، وذلك للمكانة المتميزة والكبيرة التي يحظى بها سموه لدى المجتمع الدولي، لما يتميز به من ولي العهد من فكر نير وقوة تأثير سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية.. وهي ما جعلت وسائل الإعلام العالمية تعطي جُلّ اهتمامها لحديث ولي العهد.
ولعل سبب الارتياح العالمي لحديث ولي العهد؛ كونها كانت إيجابية ومعبرة، وتحمل في طياتها العديد من المعاني الكبيرة، والتي منها استفادت الكثير من دول العالم من النقلة النوعية والمميزة التي تعيشها السعودية في الوقت الراهن، من خلال تبادل الخبرات والمعلومات، والاستثمارات الأجنبية في المملكة، مع توفير المناخ الاستثماري الملائم، من خلال تسهيل الخدمات للجميع، والتي لا توجد في العديد من الدول.. نظرًا لارتفاع الضرائب، وأسعار الخدمات في كثير من دول العالم، وهذا ما جعل قرابة أربعة وثلاثين شركة إقليمية متواجدة قريبًا في مدينة الرياض، ومنها كبرى الشركات العالمية.
وختامًا حفظ الله باني مجدنا ونهضتنا سمو ولي العهد ذخرًا وعزًا لنا نحن السعوديين.
-خبير استراتيجي ومختص في العلاقات التاريخية بين الدول-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى