اللواء عبدالله سالم المالكي

التشجيع والتقريع

مما يثلج الصدر التنافس الشريف الملحوظ بين أبناء الوطن في الاستثمارات التجارية والأعمال الخيرية والمشاركات المجتمعية، وتحقيق كل ما من شأنه بناء الإنسان وتنمية المكان، وقد نتج عن ذلك التنافس قيام كثير من المشاريع الخاصة ذات النفع العام كالمستشفيات الخاصة والعيادات الطبية والفنادق والمنتجعات والأسواق التي أُنشئت على أحدث طراز وأجمل بنيان، وأصبحت معالم حضارية نفتخر بها.

ومما يشرح الخاطر أيضًا توجه عدد كبير من الأباء في هذا الوطن الغالي إلى الاستثمار في أبنائهم بتعليمهم التعليم العالي، وتوجيههم التوجيه السليم إدراكًا منهم بأهمية العلم والتعليم وفائدته في خدمة الفرد والمجتمع، ولقاء ما يجدونه من الدعم اللامحدود من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وقد شاهدنا ثمرة ذلك؛ حيث حصل أبناؤنا على الشهادات العلمية العالية والمراكز المرموقة لقيادة هذا الوطن العظيم الذي يستوعب الجميع، ويفخر بالجميع.

إلا أن ما يحز في النفس الحسد البغيض والحقد الدفين الذي يغشى بعض أعداء النجاح الذين لا هم لهم سوى الانتقاد والتقليل من شأن الآخر في محاولات بائسة منهم للحد من ذلك التنافس الشريف والنجاحات المتكررة بإطلاق الإشاعات المغرضة والتفسيرات المنافيه للواقع، وبدلًا من تشجيع المستثمر وشكره على ما قام به من مبادرات وشراكة مجتمعية تجدهم يقتلون متعته بتحذيره، ووضع المعوقات في طريقه ليفشل المشروع أو يموت في يوم ولادته !!!

وكذلك الحال بالنسبة لأبنائنا الخريجين، وما يواجههم من عقبات من أقرب الناس لهم رغم ماحصلوا عليه من شهادات وما نالوا من ترقيات إلا أنه يبقى في نظرهم ذلك الطفل الصغير المدلل الذي لايمكن أن يصل إلى ما وصل إليه مهما سمعوا عنه أو رأوا منه !!!

ولنا في مقال الكاتب الأستاذ فهد بن عامر الأحمدي (ياولد لطيفة) وأبيات الشاعر عبدالله الطلحي التي يقول فيها :-
ما يذم الشجيع إلا بني عمه
يوم كل القبايل تمدح أفعاله
أكبر دليل على قصورنا في تشجيع أبناء وطننا الغالي على المضي قدمًا فيما يطمحون بالوصول إليه بدلًا من تقريعهم وتجريحهم، والله من وراء القصد.

—————————
كاتب رأي ومستشار أمني

عبدالله سالم المالكي

كاتب رأي - مستشار أمني

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أشكرك جزيل الشكر وللم اجمل التقدير .
    على المقال الرائع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى