المقالات

هل الكتابة عملٌ إنساني؟!

يرتبط مفهوم العمل الإنساني لدينا بمعنى العطاء، وخلق البذل، وإنقاذ الآخرين.

كذلك الكتابة إذا خرجت من نفْسٍ خَيِّرة وقلبٍ يحمل معانيَ الخير والتسامي، فإنها ستصل لتعطيَ الأمل، وتزرع الخير، وتجلُوَ الظُلمة راسمة مشاهد التعاضد ومعاني العون؛ فالأَنفُس بحاجة إلى كلماتٍ رؤوفةٍ حانية كما هي الأجساد بحاجة إلى قوتٍ وزاد.

فكم من كلمةٍ هذّبَت فكرًا، وأنارت عقلًا، وأحيَت خُلُقًا.
وكم من كلمةٍ كانت هي الدافع وراءَ أعمالٍ إنسانيّة تخَطَّت الحُدود، وبلغت المقصود، وأسعَدت البشريّة.

كيف لا وربّنا الرحمٰن الرحيم ذكر الكلمة الطيبة، وأثنى عليها في كتابه العزيز، حين قال سبحانه وتعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ(24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)) من سورة إبراهيم. ورسولنا -صلى الله عليه وسلم- الذي أرسله الله -عز وجل- رحمةً للعالمين أكّد على أجر الكلمة الطيبة، وأنها صدقة في حديثه الشريف (الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ).

لذلك نجد أن المؤسسات الحكومية الإنسانية، والجمعيات الخيرية في خليجنا المبارك، تنتقي كلماتها بدقة متناهية، وبلاغة فائقة، وبصدقٍ معهود، نجده في سعيها الدؤوب لخير الإنسانية جمعاء.
ومن تلك العبارات المؤثرة التي استوقفتني (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) اقتباس من الآية القرآنية (٧٨) في سورة يوسف، وعبارة “من زرع عطاءً حصد وفاءً” وعبارة “والداك كُن بارًا بهما فلربما تنال بذلك درجة الإحسان”، أجادوا كل الإجادة في اختيار كلماتٍ مختصرة لكنها عميقة الأثر سريعة التأثير.

وها هو شاب منذ أيامٍ قلائل يطلق حملةً إنسانية، ويكتب فيها عبارة قصيرة مؤثرة “بيتٌ بدلَ خيمة”، وينشرها على مواقع التواصل الحديثة، لتصل هذه الكلمات المكتوبة إلى القلوب، وتجني الملايين، تفاعلًا وصدىً منقطع النظير.
وختامًا..إذا كتبت كتابًا ذا قيمةٍ إنسانية، فإنك قد أعطيت من فكرك، ومن تجاربك، ومن وقتك بل ومن قلبك.
وحينما تكتبَ عباراتٍ مُفرِحة، وكلماتٍ مشجّعة، فإنك قد أسعدت وطمأنت الآخرين ممن هم في دوائر الاحتياج.
وعلى قدر سموِّ كتاباتك، تكنْ من النبلاء والفضلاء، وترتقي بقرَّائكَ إلى درجة الأصفياء الأوفياء.

——————-

الإمارات العربية المتحدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button