المقالات

ناصر العُمري كما عرفته

ثمة تشابه بين ضيف قافلة الربيع الثقافية التي يوجه بوصلتها النادي الأدبي الثقافي بالباحة بقيادة الألمعي الشاعر الأستاذ حسن الزهراني.

هنا أقول بأن ثمة تشابه بين الزميل الأستاذ ناصر العمري وبين جبل شدا الشامخ بارتفاعه، المتنوع بنباتاته، المدهش بصخوره، الراقي بسكانه.
وكذا التشابه مع قرية ذي عين بنبعها النمير، وكاديها العابق بالشذا الفواح، ومبانيها التراثية الأصيلة وأهلها الطيبين.
حين أقول بأن هناك ثمة تشابه مع تلك المكونات الطبيعية والبشرية؛ فإن ذلك القول يعززه التنوع الثقافي لضيفنا المتألق فهو أستاذ في المسرح، وربان في القصة، وعراب في الثقافة، ومكين في الإعلام.
عرفته قاصًا يمتلك الأدوات الإبداعية لهذا الجنس الأدبي ويتقن هندسة عمارة القصة؛ ليحيلها إلى قطيفة من البهاء خيوطها من الحرير، ومجموعته القصصية التي وسمها بـ(صراع دوت كم) ربط لغتين لتشكل عنوانًا لافتًا وجذابًا هذه المجموعة هي شاهد سردي ونبض إنساني تتواءم والمرحلة الحياتية التي نعيشها والتنامي التقني والانفجار المعرفي؛ لتكون المجموعة القصصية عزفًا فريدًا تطرب له الروح.
عرفته مسرحيًا بارعًا في الإلمام بمكونات أبي الفنون، وأضحى كتابه المعنون بـ(رُكح الفرجة) الذي وصفته الدكتورة صوفيا عباس أستاذ النقد المسرحي بجامعة الإسكندرية بأنه كتب وفق منهجية علمية تجعل منه أقرب للدراسة العلمية التي توثق للمسرح السعودي في راهنه المعاصر؛ إذ يُعد الكتاب من وجهة نظري أحد الروافد المعرفية لهذا الفن الأنيق، ولم يتوقف عند التأليف بل تجاوز ذلك إلى احتواء المهتمين بالمسرح مشجعًا ومحفزًا للمهتمين بهذا الفن ومستشرفًا؛ لتكوين فرقة احترافية تتماهى بعيدًا عن الأسلوب التقليدي؛ لينتقل المسرحي في فضاء المكان قريبًا من نبض الحياة المعيشية.
وكذا عرفته ناقدًا متمكنًا يموسق الكلمة؛ فتغدو كأسراب الحمام يحلق بالقارئ في فضاء الجمال، كاتب يعرف كيف ينتقي عباراته باحترافية باذخة فتنضح كاللؤلؤ، وتلمع كومض البرق وتنتشي كنفخ الورد، وتعبق مثل الكادي.
وحين يحتفى “أدبي الباحة” النادي المتميز في أنشطته الثقافية، والذي يستحق أن يكون في المقدمة.. أقول حين يحتفي النادي بمثل هذه القامة الفارعة؛ فإن ذلك ينسجم تمامًا ما ترمي إليه وزارة الثقافة، وتؤكد عليه ويتوافق مع رؤية الوطن.
وفي هذا المساء التهامي الشفيف والدافئ كدفء أرواح أهلها نثمن لأدبي الباحة هذه الخطوة الرائدة، وهذه الالتفاتة الثمينة، ونهنئ أبناء الباحة بمثل أخي القدير وزميلي الوفي الأديب والقاص والمسرحي ناصر لك ياصديقي أنقى وأجمل عبارات الود والتقدير والاحترام، ولنادي الباحة الأدبي الثقافي الشكر والتقدير.
وهنا أسجل وافر الشكر لراعي الحفل محافظ محافظة المخواة الأستاذ غلاب أبو خشيم ولرجل الثقافة والتجارة الأستاذ ماشي العمري رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بمحافظة المخواة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى