المقالات

اتركوا مهنتنا يا متصفحون!!

إن الإعلام يا معشر المتصحفين شأنه شأن بقية المهن كالطب والهندسة والتعليم؛ بل ويتفوق عليها باعتباره مجازًا صناعة لها مدارسها وفنونها؛ يتنافس عليها المبدعون، ويتألق فيها عشاق الكلمة والحرف بأقلامهم التي تنتقد وفق هدفٍ تسعى لتحقيقه؛ ثقافيًا أو اقتصاديًا أو سياسيًا أو اجتماعيًا.. يتعلق بالحياة والمجتمع وتركيبته من أفرادٍ وأسر; باختلاف تعليمهم ومستوياتهم الثقافية.
ولنا أن نتعجَّب، ونثير دهشتنا من دخلاء هذه المهنة السامية الرفيعة المستوى؛ حيث نتابع الأخطاء اللغوية في الصياغة، ونلمس ركاكة العبارات وضعف تركيبة الجمل التي تُصاغ بها المادة الصحفية؛ من خبر وتقرير وحوار.. أو أي فنونٍ صحفية أخرى؛ التي تهدم بناء الشكل أو القالب المهني لهذه المادة.. في التخصصات المحلية والاقتصادية، والسياسية، والرياضية.
وأصبحت الساحة الإعلامية تعج بمثل هؤلاء؛ عندما تجدهم في مناسبة أو فعالية؛ لا يتفاعلون مع موضوعها؛ أو ربما لا يعرفون اسم المسؤول أو الضيف الحاضر في هذه الفعالية؛ وتجد أعينهم تتجه إلى موظف العلاقات العامة أو ممثل الجهة المنظمة لأخذ الخبر جاهزًا دون عناء لوسائلهم تطبيقاً لثقافة القص واللصق”Copy Paste” دون حتى التغيير البسيط، ولو على السطر الأول من الخبر.
إنها أمانة كلمة، وصدق تعبير عن الواقع..مهنة يعشقها أصحاب الإحساس، والرأي الرصين في أقوالهم وطرحهم.. بأسلوب يتعايش مع الواقع بكل تفاصيله.. فهل بالإمكان ترك هذه المهنة يا متصفحون لأهلها.. حتى تدوم بكيانها وعراقتها.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button