ما إن أعلنت وزارة الداخلية السعودية في بيان لها مؤخراً عن تنفيذ أحكام القضاء بحق 81 مدانا ممن اعتنقوا الفكر الضال والمناهج والمعتقدات المنحرفة الأخرى سواء ممن يعمل لحساب تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، أو من اليمنيين الذين شكلوا مجموعات إرهابية تابعة لجماعة الحوثي، إضافة إلى شقيقين قتلا والدتهما وانتهجا المنهج التكفيري، أو من المواطنين الذين شكلوا خلايا إرهابية بأوامر من الخارج، وأجانب تخابروا مع جهة أجنبية معادية، وممن قام بارتكاب جرائم ومنها: الشروع في قتل رجال الأمن من خلال استهداف مراكز شرط ومقار أمنية، ومنعهم من مداهمة المطلوبين أمنياً والتستر عليهم، والقيام بجرائم الخطف والاغتصاب والسطو وسلب الأموال، وإثارة الفتن واشاعة الفوضى، وصناعة القنابل والمتفجرات، وغيرها من الجرائم الآثمة للأسف الشديد…حتى انهالت بغير الحق دعاوى الباطل الرسمية وغير الرسمية من الخارج؛ للتنديد بما فعلته السعودية من تنفيذ الأحكام الشرعية في حق كل معتد. فهل كان من المفترض بعد هذه الجرائم المرتكبة أن تقدم الورود وعبارات الثناء لهؤلاء المجرمين العابثين بأمن الوطن وسلامة المواطنين. والحق إنه العبث بعينه ولا عزاء للمذنبين.
وحقيقة وبطبيعة الحال نحن نعلم جيداً وهم يعلمون بأن هذه الدولة السعودية المباركة – وفقها الله – نفذت العقوبات المستحقة بحق المجرمين وفقاً لمقاصد الشريعة في الحفاظ على الضروريات الخمس وهي: حفظ الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال. وأيضاً نحن ندرك تماماً وهم يدركون أن الله أنعم على هذا البلد المبارك بالأمن والأمان ولا مجال للعبث والفوضى فيه حتى ولو مجرد تفكير فالاستقرار مطلب محتم لحياة آمنة وهانئة، ونحن نستيقن في أقصى أعماقنا وهم لايستيقنون أن لن يكون في هذا الوطن الغالي خائنا أو غادرا وإن كان وجد عمدا أو حتّى مصادفة فلا وقت سيسعفه للحياة بيننا. ونحن نعرف وهم أيضاً يعرفون أنهم عملاء وبأن كل هذه البيانات المنحرفة والخطابات الزائفة ماهي إلا ضغوطاً تمارس علينا؛ لتنفيذ أجندة قذرة مدروسة ومرسومة باعتناء ولكن لم ولن يستطيعون التغيير أو التأثير على صلب قرارتنا الحاسمة. والذي نفهمه كثيراً وهم لا يرغبون فهمه أو يتجاهلونه أن المملكة العربية السعودية دولة ذات سيادة وذات نظام صارم وواضح ولا تقبل تحت أي ظرف من الظروف أن يتم التدخل في شؤونها الداخلية والخارجية على حد سواء، وهي في الوقت ذاته لا تقبل أن تتدخل في شؤون الآخرين.
إن كل الدعاوى الكاذبة، والخطابات المزيفة، والأحاديث الرنانة من أي جهة كانت، ومن أي كائن كان لن تجد في واقع الأمر أي آذان صاغية، ولن تجد أي استجابات حاضرة، أو أي اهتمامات جادة، فما هي في الواقع إلا بيانات فارغة، وجمل جوفاء تحلم كثيراً بتحقيق مآربها الضالة، وآمالها البائسة وترجو الوصول لكل أهدافها الخبيثة، ورغباتها التعيسة وتود النيل من عزائمنا القوية وهيهات..هيهات. وهنا في هذا الوطن الغالي لن يعيش بيننا ومعنا بإذن الله تعالى أفرادا أو جماعات أيا كان المعتقد، وأيا كان الفكر، وأيا كان اللون إلا بما يتوافق مع المبادئ الراسخة والقيم الفاضلة في المجتمع فليس من المقبول أن يعيش هنا شخصاً بجسده وقلبه معلق في مكان آخر مهما كانت معتقداته، ومهما كانت قناعاته، ومهما كانت مبراراته فالوطن الغالي صفحات بيضاء من النقاء لا تكتب إلا باللون الأخضر والأبيض فقط ولا حاجة لنا في الأهواء الفاسدة، ولا حاجة لنا في الميول السوداء وهو وطن الجميع ولكل فرد من أفراده حقوق كاملة وعليه واجبات وافية طالما يحميه من كل عدو ومتربص فهو بالتأكيد يستحق العيش بين جنباته العامرة.
أما أنت ياوطني الحبيب فسأخبرك وبفخر أني سأنتقي لك أعذب بيوت الشعر، وأجمل كلمات العشق، وأحلى عبارات الجمال وسأحملها على متن ذلك السحاب وفي نهار جلاء الشمس؛ لأصعد بها هناك إلي بعيد عنان السماء؛ لتعود وتمطر حبا، ولتمطر وفاءا، ولتمطر بهاءا على قلوب جميع المحبين، وستهنأ ياوطني العظيم بصفاء مع أرواح صادقة تفداك، وقلوب طاهرة تهواك، وعيون أمينة لا ترى سواك، وآذان مرهفة لا تطرب إلا بسماع صوت حروف حبك الخالد. ويكفي ياوطني أن فيك الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين وأعظم من مشى على الثرى وخير الرجال الصادقين وأنت الآن مطمئناً آمناً في ظل قيادة رشيدة وشعب كريم فامض ياعشقي ياحبي حيث كنت في الكون الفسيح وعين الله ترعاك.
اللهم زد وطني بقيادة خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده الأمين عزاً و قوة و تمكيناً و انصره على أعدائه المتربصين وأدم أمنه واستقراره . مقال وطني رائع أستاذ عبدالرحمن.