يعجز الإنسان في بعض المواقف أن يمسك بالقلم ليكتب ويعبر عنها، فمهما نثرنا من عبارات ومهما رصصنا من كلمات فلن نصل إلى ما في قلوبنا من الألم وما في دواخلنا من مشاعر الحزن والانكسار.
الموت حق على البشرية وكل نفس ذائقة الموت وإذا جاء أجلها لن تتأخر ساعة ولن تتقدم، مع إيماننا بالموت إلاّ إننا لا نتحمل خبر وفاة شخص نحبه ولذلك تختلف ردة الفعل من شخص لآخر حسب مكانته في القلب، وبالأمس غادر دنيانا الرجل الخلوق حسن عبدالله العرياني (حسان العرضيات) وغادرت معه سنواتٌ من الصداقة والحب، غادر في ليلة كان مُحْتفًى به وترك لي ذكرى لن أنساها مادامت ذاكرتي تعرف من أنا.
ثلاثون عامًا عشناها معًا، تقاسمنا فيها الأفراح والأحزان، أخي حسان صحبناك في السفر، والحضر، فكنت نعمَ الرجل ونعمَ الأخ، صافي النية، طاهر القلب، ولم نشاهد منك سوءًا قط، لك ذكريات ووقفات لن ننساها، لا نعلم كم سنعيش بعدك، ولن تشعر بحجم فقدك وما بأنفسنا من كسرٍ وألمٍ بعد رحيلك، اختارك الله من بيننا لتترك مكانًا شاغرًا في قلوبنا، اختارك الله من بيننا لأنك كنت أصْدَقنا حديثاً وأكثرنا وفاءً لنبكي أنفسنا قبل أن نبكيك.
أخي حسان إني مُوقِنٌ أنه لن يصلك هذا الكلام ولن ترى مكانك في قلوب الناس ومدى تأثرهم بفراقك وتهافتهم من كل مكان للصلاة على جنازتك وتشييعها، ولكننا رأينا ذلك وعرفنا حجم مكانك في قلوبهم وعرفنا قيمتك ومدى محبتهم لك وما كنت تقدمه لهم منذ تأسيسك لمنتديات العرضيات وما كنت تقدمه عبر السناب شات..
عارضتُك كثيرًا فيما كنت تفعل ولكني اليوم حين شاهدتهم يبكونك ويتحدثون عنك وعن أخلاقك وطيبة قلبك ورقي تعاملك وعن سعادتهم بما كنت تفعله وماتقدمه لهم وتداولهم لمقاطعك أصبحتُ نادمًا وأتمنى أن تعود وتقدم ما تشاء وتسعد الناس وتشاركهم لحظاتك وتدخل السرور على قلوبهم.
أخي حسان الكل بات حزينا على فراقك ومهما كتبت يبقی الكسر موجعًا، والحزن عميقا،
وليس أمامنا إلاّ أن نعزي أنفسنا جميعًا ونسأل الله كما رفع محبتك في قلوبنا، أن يرفع منزلتك في الجنة ولا نقول إلا مايرضي ربنا، إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
همزة وصل:
لا تظلم أحدًا، إنك ميت وإنهم ميتون.