مودة الفؤاد
الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، وليس هناك ثمن تُقدر به نعمة الصحة، والداء ابتلاء من الله -عز وجل- لعبده المؤمن ينتفع به إذا رضي بقضاء الله وقدره، وصابر على ما صابه { … إِنَّمَا یُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَیۡرِ حِسَابࣲ}.
وموازين الأعمال تثقل يوم الحساب بالأعمال الصالحة التي يقوم بها المرء في حياته الدنيا، وكم أثلج صدري خبر موافقة رئيس مجلس إدارة مستشفى محمد صالح باشراحيل -رحمه الله- وأبنائه البررة بتقديم خصم ٥٠٪ على الكشف وكافة الخدمات المقدمة من قبل المستشفى التي أسسها والدهم -رحمة الله عليه- بالعاصمة المقدسة مكة المكرمة منذ أكثر من عقدين من الزمان لجميع المتقاعدين الذين نستهم جهات أعمالهم ولم تراعِ مدة خدمتهم لها، وما قدموه لها أثناء فترة شبابهم، وهم في تمام الصحة والعافية، وتركتهم بعد أن شاخ الزمن بهم بلا منشآت صحية تقدم لهم الرعاية اللازمة، ولا تأمين طبي يستطيعون من خلاله مراجعة المنشآت الصحية الأهلية.
هذه البادرة الطيبة المباركة -إن دلت- فهي تدل على طيب الأصل لهؤلاء الأبناء البررة.
وفقهم الله للخير، وكتب لهم ذلك في ميزان حسناتهم.
شكرًا من أعماق القلب لعائلة باشراحيل على هذه الخطوة الإيجابية التي سجلها لهم التاريخ، فكم من أبناء مكة المكرمة الذين فتح الله عليهم، وتربعوا على قمة الثراء، نسوا مكة مهبط الوحي، ولم يفتكروا فضلها عليهم.
دعاء:
اللهم إني أسألك أن تغفر لعبدك محمد صالح باشراحيل، وتسكنه فسيح جناتك بلا حساب ولا سابق عذاب، وأن تآلف بين قلوب أولاده وتجمع شملهم، ولا تفرقهم ورزقهم من حيث لا يدروا ولا يحسبوا.
قال تعالى: {أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلࣰا كَلِمَةࣰ طَیِّبَةࣰ كَشَجَرَةࣲ طَیِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتࣱ وَفَرۡعُهَا فِی ٱلسَّمَاۤءِ (٢٤) تُؤۡتِیۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِینِۭ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ وَیَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ یَتَذَكَّرُونَ (٢٥)}
