عبدالرحمن الأحمدي

أهل جرولْ

في ليلة من أجمل الليالي الجرولية المكية وفي احتفالية (شعبنة) حي أهل جرول الكرام في المجلس العامر مجلس الشيخ عوض بن أحمد الأحمدي-يرحمه الله_ اجتمع أهل جرول في مساء يوم السبت ١٤٣٣/٨/٢٣هـ والفرح والسرور والسعادة والألفة تحيطهم من كل جانب وبمبادرة غير مستغربة من الشيخ يوسف الأحمدي التقى من خلالها الجميع بعد سنوات طويلة من الابتعاد بحكم الانتقال الى مدن أخرى، أو العمل الحكومي خارج الوطن أو بحكم مشاغل الحياة عموماً. وكل ذلك ولله الحمد كان في مدينة مقدسة وفي حضرة وطن غال وفي ثنايا استعادة الذكريات الغالية كانت الدعوات لأبائنا وأجدادنا بالمغفرة والرحمة وأن يسكنهم فسيح جناته وجميع موتى المسلمين والمسلمات. وعلى موعد جديد بإذن المولى عز وجل في العام القادم للالتقاء بالجروليين في مجلسهم العامر بحي الحمراء. وكان خلف هذا الاجتماع لجنة قديرة فاعلة لها كل الشكر والتقدير بدأت بالتحضير المميز لهذه المناسبة الطيبة أيام وليالٍ من بذل الجهد والوقت حتى رأت النور فكانت محط إعجاب أنظار الجروليين وضيوفهم الأفاضل من الأحياء المكية الأخرى في منزل الجرولي الأصيل الأستاذ محمد شاكر أبوحميدي.

وكما هو معروف لحي جرول مكانة تاريخية كبيرة حيث حل فيه الرسول صلى الله عليه وسلم لعدة أيام قبل التوجه لمكة في عام حجة الوداع، وهو الحي الهام الذي يقع في الشمال الغربي من المدينة الطاهرة أم القرى مكة المكرمة. وقد احتضن هذا الحي العديد من الآثار الإسلامية والمعاصرة كبئر طوى على سبيل المثال، كما شهد إنشاء العديد من الدوائر الحكومية في العهد السعودي الزاهر، إضافة إلى بروز العديد من الشخصيات الهامة من أصحاب المعالي والسعادة، ومن مختلف المجالات التعليمية، والثقافية، والأمنية، والطبية، والإعلامية، والاقتصادية، وغيرها. وتم فيه إنشاء أول مسرح سعودي خاص، وإصدار أول صحيفة ومجلة زراعية، وإنشاء أول متنزه في المنطقة الغربية، والحلقة القديمة. ويشهد هذا الحي حالياً مثل غيره من الأحياء المكية المشاريع الواعدة خدمة لضيوف بيت الله الحرام حيث يحتضن الأنفاق للمشاة وللسيارات، والطرق الواسعة، والجسور الكبيرة، كما يحتضن محطة الكهرباء المخصصة للحرم المكي الشريف، والفنادق الراقية، وقد لايتسع المقال هنا للتحدث بإسهاب عن هذا الحي المكي العريق.

تتلهف الأعين وتتشوق الأذان وتذهب هناك بعيداً الأذهان؛ لتعيد في ذلك الحي الجرولي العريق تلك الذكريات الجميلة والمواقف الخالدة فتتذكر أول مكان ميلادها القديم وبدايات مراحل حياتها.. فتستحضر الوالدين الفاضلين ورعايتهما الكريمة، وتستحضر أيضاً المساكن القديمة ومعها الطرقات الضيقة والمسافات الدافئة بين الجيران الكرام من خلال البيوتات العامرة والأيام الغامرة بالحب والمحبة والوفاء، واللحظات الباهيه في مختلف المناسبات السعيدة، والألعاب البسيطة التي تدخل البهجة في نفوس الأطفال، ولاتنس أبداً في أرجاء ذلك الحي الجميل المسجد المبارك المعمورة جنباته بأهل الإيمان والتقوى، والعمدة الشهم الذي لايتوانى في رعاية الحي في كل متطلباته الحياتية وكأنه إدارة حكومية شاملة، والعسَّى الأمين الذي يسهر والناس نيام حفاظاً على أمنهم وسلامتهم. إن المشاعر الأخوية الصادقة والأحاسيس الحقيقية الجميلة المتبادلة بين الجروليين هي عنوان ذلك اللقاء الطيب والذي حظي بإعجاب كل من حضره وعلى أمل اللقاء في مناسبة جرولية جديدة وفي أقرب فرصة في شهر رمضان أو عيد الفطر المبارك بإذن الله تعالى.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يؤسفني جداً عدم حضوري الدعوة الكريمة التي تلقيتها من الحفل الكريم لضروف خارج إرادتي، وكم كانت غصة لعدم اللقيا مع الأحبة والجيرة الطيبة والتي نكن لها الحب والتقدير إحتراماً وتبجيلا ولنا لقيا قريباً في الشهر الفضيل بإذنه تعالى لنحيّي بعض من تلك الليالي الجميلة الخميلة الوضاء وجيهنا ،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى