المقالات

الدكتور فهد آل عقران.. وصناعة الفريق الواحد

تعلَّمنا أن النجاح لا يأتي إلا بعد إنجاز حصيلة من المهام والقيام، بمختلف الواجبات التي تُناسب قدرات كل واحدٍ منا.. هذا المفهوم لامسناه واقعًا، وشعرنا بها إحساسًا.. حيث ترسخ في داخلنا نهجًا ونبراسًا.. إنها رحلة مشروع الاحتفال بمرور 100 عام هجري على صدور جريدة أم القرى؛ من على أرض مكة المكرمة؛ في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -طيب الله ثراه-.. وبهذا يسعدني أن أنصف قلمي.. بالحديث حول هذه الرحلة زمانًا ومكانًا.
إن قائدها هو: الإعلامي المخضرم الدكتور فهد آل عقران.. الذي علقت في ذهني جملته التي يكررها في كل اجتماعٍ تنسيقي أحضره معه ضمن فريق العمل في هذا الاحتفال وهي: “أعطيني وقت لإنهاء عملك”، ليعطي بذلك إشارة مفادها أن الوقت عنصر قيم في الأداء الجيد ذي النتائج المتوقعة والمنعكسة على سير الأداء، وهذا ما تكرر كثيرًا خلال اجتماعاته بنا كفريق عمل يضم نخبة من الصحافيين والإداريين والفنيين باختلاف خبراتهم.. خلال الإعداد والترتيب لفعاليات حفل مرور 100 عام هجري على جريدة أم القرى؛ هذه الموسوعة التاريخية والوعاء المعرفي الذي واكب مسيرة المملكة العربية السعودية.
لقد جرى تعميق مفهوم “الفريق الواحد” تحت قيادة “أبا مازن” الإعلامي الفذ، والصحافي المتمرس، والقائد ذو الخبرة في نفس مجال العمل الذي يمارسه، وأيضًا من يعمل إلى جواره من مختلف الموظفين في وكالة الأنباء السعودية “واس”؛ وخاصة بعد صدور التوجيهات الكريمة بضم جريدة أم القرى إليها؛ مما لعب دورًا في صقل المهارات المختلفة لدى فرق العمل التي تم تشكيلها خصيصًا لهذا الحدث الغالي على بلادنا.

فوائد عديدة يجنيها العاملون بروح الفريق والعمل الجماعي، وحتى تتحقق هذه الفوائد هناك أسرار ومهارات لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار ليتم العمل بهذه الروح؛ بداية من قائد الفريق؛ مرورًا بالعناصر التي تعمل معه؛ والتي تتوفر بها معايير التوافق والانسجام؛ وانتهاءً بنتائج ترتقي لمستوى النجاح والأهداف التي يسعى العمل أو المشروع المنفذ لتحقيقها؛ ناهيك عن كون الدكتور آل عقران؛ صاحب شخصية قويّة قادر على المبادرة، ونفس واسعة تجعله يتقبل آراء وأفكار ومبادرات الجميع، كما أنه صاحب لغة حوار جيّدة ومتحدث ماهر، قادر على خلق روابط بين فريقه والتنسيق فيما بينهم بالشكل الذي يناسب المشروع، وخلق روح الفريق والعمل الجماعي.

بل كان الدكتور آل عقران؛ مستبعدًا من قاموسه النتائج السيئة؛ والمحصلة غير المشبعة لسقف طموحاته وآماله، لأن كان مرتكزًا على المتابعة، ومعالجة مكامن النقص والخلل؛ في أداء أدوار كل فردٍ من أفراد الفريق.. وبالفعل من وجهة نظري كان مشروع مرور 100 عام على جريدة أم القرى؛ تجربة من نجح في خوضها.. أقل ما يُقال عنه: مبدع ورائد في المشاركة خلال هذا الحراك الكبير.
ولا أنسى أن أتحدث عن جوانب رقي الدكتور فهد آل عقران؛ الذي كان تربطني به علاقة تعاون في مسيرة العمل الإعلامي، سواءً من خلال رئاسته لتحرير صحيفة المدينة، أو من خلال الفعاليات التي يرأس مراكزها الإعلامية، وذلك من خلال تكريمه والثناء على من يعمل معه؛ بمختلف مهامه التي يزاولها.

وفي هذا الصدد نجح بامتياز في قراءة المشهد التنظيمي لحدث “أم القرى”؛ فقد كنت واحدًا من ضمن ما يقارب الـ 50 شخصًا من الشباب والشابات من وكالة الأنباء السعودية “واس”، وجريدة أم القرى، الذين واصلوا ساعات النهار بالليل، وكانوا فرسان الميدان؛ ليكون النجاح حليفهم ومحصلة الإبداع نصيبهم.
شكرًا جزيلًا.. سعادة رئيس وكالة الأنباء السعودية المكلف الدكتور فهد بن حسن آل عقران.. قيادة حكيمة؛ ونتاج مثمرة في سماء صناعة الإعلام السعودي.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button