تأخذ المواسم بجميع صنوفها مبدأ التوقيت الخاص والمزية الفارقة فهي مدة زمنية بتوقيتي البداية والنهاية، والنهاية صنعت قيمة مضافة لتلك المدة اذ استوجبت فوق القيمة خوف الفوات ومعرة ندم الادراك ويخبو الندم ويعم مراعيا طبيعة الاستدراك وعدمه.
يسبق كل موسم وكل بحسبه ترتيب لازم وتهيئة معينة ومحاولة حثيثة للاستثمار او هذا ما ينبغي للعقلاء عمله تجاه تلك الفرص
لن نحدد هنا مع ان التوقيت يشي بذلك ولكن على وجه العموم فان الحج موسم وشهر رمضان نوسم وايام العيدين موسم والعافية في الابدان موسم وسعة الوقت موسم وان كان الأخيرين خالفا في التحديد الان انها مواسم ضمنا لما درج في قوانين البشر وحق فيهما الاستثمار وضرورة الطلب كسابقيهما.
تقوم الفرص غالباً على الضبابية، وربما ينتهي وقتها قبل أن تقنصها، وكما قيل “عندما تأتي الفرصة يكون قد فات وقت الاستعداد” و “من قعد عن الفرصة أعجزه الفوت” وهذا دارج في باب الفرص ولكن المواسم تأخذ مزية الفرصة وتضيف لطالبها تناهي ذلك الضباب وتنصفه بوضوح الرؤية وصراحة التوقيت، وهذا ما يجعل مُضيّعيه أكثر غبناً وأكبر خسارا.
مما تحمله المواسم أن نجعلها توقيت خاص ومحل للتغير، وكلنا لديه الكثير مما يحارب من أجل تركه أو العكس مما غلبته نفسه في عدم تحقيقه، وحول ذلك الكثير من السلوكيات والأخلاق والتقصير المتراكم تجاه خالقنا من جهة وتجاه أنفسنا والأخرين.
ختاماً….. المواسم فرص تختال أمامك لتعرض نفسها للاقتناص فإياك أن تتهمها بالضبابية أو أن تعود دون أن تحوز.