ينفرد المسجد الحرام باحتوائه لأكبر تجمع بشري عرفه التاريخ في كثافة الحشود وضخامة التنظيم مما يضع القائمين عليه أمام تحدياتٍ وأعباءٍ استثنائية لا مثيل لها في الزمان أو المكان؛ حيث تتجلى منظومة الأمان والسلامة بقوةٍ في ذلك المشهد العظيم لترسم، وتترجم آلية حركة تلك الحشود الضخمة في تلك البقعة المباركة والمحدودة في الزمان والمكان ..
وتتمحور ضخامة العبء في تلك المنظومة عند عملية خروج المصلين والتفريغ السريع والمباشر شبه الكامل للمسجد الحرام مما يخلق ظروفًا حذرة ترتفع فيها نسبة المخاطر الحرجة نتيجةً للكثافة البشرية العالية ..
لذلك نرفع لكافة القائمين على تلك المنظومة المباركة مقترحًا لعله يدعم بمشيئة الله تفويجًا آمنًا يمنح نسبًا عالية من الأمان والسلامة في آلية الخروج من المسجد الحرام.
ويتمثل ذلك المقترح في التريث قليلًا قبل أداء صلاة الميت؛ ليمنح ذلك التريث فاصلًا تفويجيًا تلقائيًا بين من يهمون بالمغادرة قبل أداء صلاة الميت وبين المنتظرين مما ينتج عنه إحداث فجواتٍ آمنةٍ وتفويجٍ تقل فيه نسبة المخاطر، وترتفع نسبة الأمان بقدر الزيادة في وقت التريث المحدود بدقائق معدودة.