لم يكن الدين الإسلامي إلا دين رحمة ورأفة ونشرًا للقيم الفاضلة من الخير والبذل والعطاء وإشاعتها بين الناس ضرورة لبقاء التراحم، وما يعزز مشاعر المودة يتوج ذلك الأجر والثواب من الله تعالى؛ قال سبحانه وتعالى: (وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)) الآية20 المزمل.
وفي صحيح الجامع قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال من صدقة فتصدقوا، ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله عزًا، فاعفوا يزدكم الله عزًا، ولا فتح رجل على نفسه باب مسألة يسأل الناس إلا فتح الله عليه باب الفقر”.
و قدنا رفعنا في مكة المكرمة شعار “كيف نكون قدوة ” وتمخض عن هذا الشعار العديد من الندوات ومشاريع تهم إنسان هذا الوطن المملكة العربية السعودية ومن أقام بيننا, ومن هذا الشعار ننطلق من القيم الإسلامية في العلاقة والتعامل، وتجعل من إنسان هذا الوطن شخصية إسلامية عربية سعودية قوامها الوسطية والاعتدال.
الجمعيات الخيرية تحتاج لتطوير يقوم عليه مختصون, وأرى أن تؤسس لدينا جمعيات خيرية تستهدف الأخوة من المقيمين إقامة دائمة أو شبه دائمة وهم كثر في هذا الوطن وأغلبهم ولد هنا ولا يعرف من وطنه الأم إلا الاسم, ولو عمل إحصائية نجد تركزهم في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة لقدسيتهما، وربما كان وفودهم لأجل الحج والعمرة والزيارة، وطاب لهم المقام من سنين تصل لعقود طويلة يضاف إلى ذلك الأمن والرخاء الذي نعيشه في المملكة العربية السعودية حتى تشربوا لغتنا ولهجتنا وعاداتنا وتقاليدنا وأصبحت هويتنا الوطنية مصبوغة فيهم ومنصهرين فيها؛ هؤلاء مقيمون إقامة دائمة أو شبه دائمة نظرًا لفقر بلدانهم الأم، والتي تعد من البلدان النامية أو الفقيرة من الموارد الطبيعية، وهؤلاء يعولون أسر وأعمالهم لا تفي بالضرورات والحاجات خصوصًا في تنامي الرفاه الذي يعيشه المواطن السعودي وإقباله على التحسينات مما يجعل أولئك يرغبون في مستوى معيشي على أقل تقدير يضاهي المستوى المعيشي للمواطن.
أرى أن تؤسس لدينا جمعيات خيرية مقننة تستهدف هؤلاء المقيمين؛ المقيمون إقامة دائمة يقوم عليها مختصون، وقد يكون لها إيجابيات مثل:
1-التقليل من ظاهرة التسول أو الأعمال غير المشروعة.
2- نشر قيم التراحم بين المواطن والمقيم.
3-الحد من مظاهر استغلالهم من شخصيات أو جهات مشبوهة.
0