المقالات

السويهري.. والمشهد المهيب

حينما توجهت إلى مقبرة الشهداء في الشرائع بمكة المكرمة، للمشاركة في مواراة جثمان أخينا وصديقنا الأستاذ الإعلامي العزيز/ تركي السويهري.. لم أتوقع على الإطلاق أن أشاهد ما شاهدته حول أسوار المقبرة وداخل أسوارها، فالمركبات مزدحمة على مدَّ البصر، أما في داخل أسوار المقبرة فالمشهد بحق مهيب جدًا..
فمن حضر لوداعه -رحمه الله- وغفر الله له، لم يكونوا بالعشرات، وإنما بالمئات وقد يتجاوزون الألف أو أكثر، خلاف من كان يتلقى التعازي فيه، والذين تجاوزوا المئة من أهله وأقاربه ومحبيه.. والشيء الملفت للنظر أن من يقف في صف (من يتلقى العزاء) الأغلبية منهم يبكون بحرقة، وتنهمر الدموع من أعينهم في مشهد يعكس مدى حزنهم على فراق هذا الرجل الإنسان بما في ذلك أصدقاؤه المقربين.
وما شاهدته يعكس بحق مدى حب الناس لهذا الرجل الإنسان الذي عرفته منذ ثلاثة عقود، ولم أعرف عنه سوى الرجولة والمروءة والمواقف النبيلة؛ فقد كان- غفر الله له وأسكنه فسيح جناته- من أكثر الناس تواصلًا وسؤالًا، ومن الذين يألفون ويؤلفون وبسرعة عجيبة، لا يتعامل مع الناس (بوجهين) فهو رجل واضح وصاحب قلب نقي وكريم وصاحب عقل راجح ولسان عفيف.. وفي سنواته الأخيرةِ تفرغ تمامًا للأعمال الخيرية، والمؤكد أن المغفور له بإذن الله تعالى- الأستاذ/ تركي السويهري، سيبقى كثيرًا في ذاكرة محبيه، فهو من الرجال القلائل الذين يصعب تعويضهم، ولكنها إرادة الله- عز وجل- أن نفقده ويفقده أهله ومحبوه في ليالٍ فضيلة.
نسأل الله -عز وجل- أن يُؤنس وحشته، وأن يرحم غربته، وأن يتجاوز عن سيئاته، وأن يتقبل منه حسناته.. اللهم بشره بالفردوس الأعلى وأسقِه من حوض نبيك محمد- صلى الله عليه وسلم-، اللهم إن (تركـي) في مستقر رحمتك وحبل جوارك؛ فَـقِـهِ فتنة القبر وعذاب النار، واغفر له وارحمه في هذا الشهر الكريم، (وعوِّض أهله وأسرته ومحبيه خيرًا).

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button