المقالات

هندسة تحقيق منهج ابتكاري

هندسة المنهج تتكون من كل العمليات الضرورية لجعل نظام المنهج وظيفياً في المدارس. ويمثل مديرو المدارس وموجهو المناهج، المهندسين الرئيسيين في نظام المنهج. ويمكن أن يساعد هؤلاء أفراد أو طاقم استشاري من خارج النظام المدرسي وهم يقومون بتنظيم وتوجيه تناول المهام والعمليات المختلفة التي ينبغي أن تستمر بالنسبة للمنهج من أجل تخطيطه وتنفيذه في الفصول من خلال البرنامج التدريسي، ومن أجل تقويمه ومراجعته في ضوء البيانات (المعلومات) المتجمعة من خلال التقويم. وهكذا، فإن هندسة المنهج تشتمل على مجموعة الأنشطة، الضرورية لإبقاء منهج المدرسة في حالة ديناميكية.
وتعتبر أنظمة التعليم (المدرسي) مجموعة تكوينات إجرائية تفسر خاصية التعليم المدرسي، والتي لها سمات داخلية يمكن تحديدها. والاهتمام الرئيسي متعلق بالأنظمة الثلاثة: (المنهج، التعليم، التقويم) لأنها تميز الطبيعة الجوهرية للتعليم المدرسي أكثر من غيرها. والاهتمام الرئيسي هنا حول نظام المنهج. ومع ذلك، فإن هذا التداخل بين النظم المتعددة يساعد على تفسير نظرية المنهج.
ومن الممكن تطبيق لغة التحليل على وصف نظام المنهج. وتشتق بيانات المدخلات لنظام منهج ما أساساً من الأصول التربوية والخبرة الماضية في قضايا المنهج. أما الوظائف الأولى التي يؤديها محتوى وعمليات النظام، فهي وضع المنهج محل التخطيط، وتنفيذه من خلال نظام تعليمي، وتعديله كنتيجة لتغذية مرتدة تقويمية. وتعتبر المخرجات الأكثر واقعية وأهمية لنظام منهج هي المنهج نفسه. وفى هندسة الأنشطة المتعددة لنظام المنهج تبرز القضايا النظرية الأكثر وضوحا.
ويعتبر تخطيط المنهج المهمة الأولى لهندسة المنهج، والذين يشتركون في صنع قرارات المنهج يشكلون اعتبارا هاما في هندسة المنهج. وتعتبر الهيئة المتخصصة والمتخصصون والمعلمون الممثلون، وكل الهيئة المحترفة، بالإضافة إلى المواطن العادي أكثر الاختيارات وضوحا في هذا المجال. وثمة علاقة وثيقة بين اختيار البيئة أو المجال، واختيار الأشخاص الذين سيشتركون. وهناك اعتباران أساسيان يوفران التنظيم والإجراءات لتخطيط المنهج: أولهما هو حجم المجموعة التي ستشترك في التخطيط. والثاني هو عدد المهام أو الخطوات التي ستتخذ.
أما تنفيذ المنهج فيتكون من العمليات الضرورية لوضع المنهج موضع التنفيذ، كنقطة انطلاق نحو تطوير استراتيجيات التدريس. وبغض النظر عن الاختيارات التي تمت فيما يتعلق بالبيئة أو المجال أو الاشتراك في التخطيط، فيبقى معلم الفصل المدرسي هو الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يقوم بالتنفيذ. وبناء على ذلك، فإن التزام المعلم بعمل ذلك يعد أمرا جوهريا لنجاح التنفيذ وفى هذا الاعتبار، فإن اشتراك المعلم في تخطيط المنهج يعد واحداً من أكثر الإجراءات نجاحا لإبراز هذا الالتزام. وتشمل معوقات التنفيذ عدم الالتزام وهو شعور المعلمين بعدم مناسبة المنهج للتلاميذ، وعدم القيادة من الهيئة الإدارية.
وفيما يخص تقويم المنهج فإنه يشمل تقويم استخدام المعلم للمنهج، وكذا التصميم والتنبؤ بجوانب تعلم التلميذ، ونظام المنهج. وتشير الخبرة المحدودة في هذا المجال إلى الحاجة الملحة لدراسات الحالة والبحث التي سوف تؤدى إلى إجراءات مقترحة وتعميمات نظرية.
إنَّ التحولات والتغيرات التي يشهدها العصر الحالي خاصة في مجال المعلومات والمعارف والنظريات والاكتشافات والتطورات الناجمة عن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أثرت بلا شك على صورة المدرسة والمناهج الدراسية؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى تغير في مهامها وأدوارها على المدى القريب أو البعيد.
فيجب أن يقوم المنهج بدور مهم في مجال التحفيز من خلال تقديم قضايا تعليمية تتحدى تفكير الطلاب وتثير حب الاستطلاع لديهم، وتشجعهم على المشاركة، وتتصف القضايا ذات الصلة بعملية التعلم والمتضمنة في المنهج المدرسي بالفاعلية والأهمية والضبط الذاتي وتسهم هذه القضايا في دفع الطلاب للتساؤل وحب الاستطلاع واستثمار الطاقات في سبيل تحقيق مستقبل أفضل. ويصمم المنهج المدرسي لتحدي تفكير الطلاب؛ ويسعى لبناء معرفة مترابطة ومتكاملة بشكل تدريجي.
أن المحرك الأول والأساسي نحو اكتشاف المعرفة هو إحساس المتعلم بأنه متعلم مستقل بذاته، ومثل هذا المتعلم يبحث ويكتشف أفضل المعلومات المتاحة ويستخدم المصادر ونتائج الدراسات والمحتوى في المنهج يركز على حقل معين من حقول المعرفة مع الاهتمام بربط حقول المعرفة المختلفة ببعضها بما يحقق عملية التطوير والتغير.
ولكي يواكب المنهج تغيرات العصر، فإن هناك مجموعة من الأفكار لهندسته وجعله منهجاً ابتكارياً، منها:
• ضرورة الاهتمام بعملية التخطيط التي هي أول مراحل هندسة المنهج وتطبيق أساليب حديثة في التخطيط التربوي.
• وضع تحفيزات للإبداع والابتكار ومنح التسهيلات والمساعدات لكل المبتكرين.
• الاعتماد في إدارة المؤسسات التربوية وتدريس المناهج على الأساليب التكنولوجية الحديثة التي توفر الوقت والجهد وتشجع على الابتكار.
• نشر ثقافة الابداع والابتكار داخل المدرسة وإشراك جميع المعنيين بالعملية التربوية فيها وإشعارهم بأهميته وحتميته لضمان الاستمرار والنجاح وتعزيز الاقتصاد الرقمي.
المراجع:
– بيرز، سيو (2014). تدريس مهارات القرن الحادي والعشرين أدوات عمل. (ترجمة محمد بلال الجيوسي): الرياض مكتب التربية العربي لدول الخليج.
– بوشامب، جورج (2020). نظرية المنهج. (ترجمة ممدوح محمد سليمان وبهاء الدين السيد النجار ومنصور أحمد عبد المنعم). القاهرة: الدار العربية للنشر. (نشر العمل الأصلي عام 1981).
– الشامي، غادة (2019). هندسة المهج الابتكاري في ضوء الاقتصاد الرقمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button