رحل الأخ العزيز والإعلامي الكبير تركي السويهري تاركًا وراءه جموع المحبين والمعزين الذين تسابقوا لمقبرة الشهداء بمكة المكرمة يتزاحمون على توديعه مستذكرين مآثره ومواقفه ومسيرته الطيبة رحمه الله تعالى، وبشهادة الحاضرين تزاحم المشيعون بالمئات داخل المقبرة وخارج أسوارها في مشهد مهيب يعكس بجلاء مكانة الفقيد في قلوب الناس.
جميل الأثر
لقد ترك – رحمه الله- بصمة وأثرًا عظيمًا في نفس كل من يعرفه، فالمحبة والروح الطيبة والابتسامة الصادقة كانت ديدنه مع الجميع، بل امتد ذلك الأثر للكثيرين الذين لم يعرفوه أو لم يكن له تواصل مباشر معهم، فعشرات الأسر والمحتاجين والمستفيدين قد كان لهم نصيب كبير من وقته وجهده وعطائه في مجال العمل الخيري الذي تفرغ له في سنواته الأخيرة، وإن كان لنا من عزاء في رحيل قامة وطنية مثله فهو رحيله في يوم فضيل بشهر فضيل، وقد شهد له القاصي والداني بالخير والصلاح.
صدمة وأية صدمة؟
رحم الله القلب الكبير والإعلامي الفذ الذي وهب نفسه لخدمة بلاده ودينه ومجتمعه طيلة فترة حياته في ميادين الإعلام و البر والعمل الخيري، رجل عُرف عنه الإحسان والود والمبادرة في التواصل وصلة الأرحام والسؤال عن أحوال أصدقائه وزملائه، وتفقد أحوالهم ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم ودعمه الدائم لهم.
لقد مثل رحيله صدمة آلمت الجميع بلا استثناء ممن عرفوه كيف لا وقد حفر في ذاكرة كل واحد منا صورة مشرقة عن ابن الوطن البار البشوش عفيف اللسان طيب المعشر.
الوداع الأخير
وقفنا بمقبرة شهداء الحرم مودعين الأخ العزيز تركي محسن السويهري، وقلوبنا تعتصر على فراقه -رحمه الله- في مشهد الوداع الأخير، وسنظل نذكره كل يوم في دعائنا بكل صلاة لا سيما في هذه الليالي الفضيلة من شهر رمضان المبارك، اللهم إنّ تركي في ذمّتك وحبل جوارك فقِه من فتنة القبر وعذاب النّار وأنت أهل الوفاء والحقّ، واغفر له وارحمهُ في هذا الشهر الكريم، إنّك أنت الغفور الرّحيم، اللهم اغفر لكل موتى المسلمين.
بيض الله وجهك ومجهود تشكر عليه