على غرار كلمات أغنية طلال الشهيرة اقتبست عنوان هذا المقال، وبت ليلتي كلها وأنا أردد: (طيران يا قلب العنا طيران وش ذنبي أنا)؛ وذلك بعد أن قرأت الخبر الذي تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الصحف المحلية، والذي أشار إلى أن بعض المواطنين الراغبين في السفر الداخلي قد اظطر اظطرارًا للسفر إلى خارج حدود الوطن ليس للسياحة أو للتنزه بل ليعود مرة أخرى إلى إحدى مدن وطنه عبر شركات طيران تلك الدول المجاورة بتذاكر أقل سعرًا نظرًا لارتفاع تذاكر طيران الناقل الرسمي الوطني بين مدن مملكتنا الحبيبة. ذلك الخبر الذي ما زالت صورته تلوح أمام عيني حتى بعد أن فرغت من كتابة مقالي هذا؛ فتارة أجدني أضحك وتارة أقطب حاجبي حنقًا وغيظًا مما قرأت؛ وكأنني أمام برنامج للكاميرا الخفية التي سرعان ما تنتهي صدمة موقفها بالإشارة إلى الكاميرا؛ لتخرج بعد ذلك ابتسامة باهتة لا معنى ولا طعم لها !
وقد تساءلت لماذا حدث هذا؟!
ومن المسؤول عن هذه السقطة الكبرى التي باتت مادة دسمة للإعلام الداخلي والخارجي؟ مع العلم أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين تُشكل مركزًا إقليمًا مرموقًا في مجال الطيران المدني بل إنها تعد من الدول الرائدة في مجال الطيران المدني من خلال وجود بُنى تحتية قوية تضم شبكة من المطارات ذات المواصفات العالمية المزودة بأحدث خدمات التكنولوجيا الحديثة، وتمتلك وتشغل أحدث أنواع الطائرات النفاثة، وتستخدم أنظمة ملاحية وأمنية متطورة وقوانين وتشريعات مواكبة تنطوي على تطبيق المعايير العالمية.
وإذا ما نظرنا إلى رؤية مملكتنا الأبية ٢٠٣٠؛ فإننا سنجد أن أبرز ملامحها الاقتصادية الاهتمام بالقطاع السياحي الذي لا يمكن أن يكون جاذبًا في ظل وجود مثل هذه العقبات والهفوات سواء كانت مقصودة أم غير مقصودة، فالسياحة والطيران المدني كلاهما مكمل للآخر حيث نستطيع تسميتهما بالتوأمين لترابطهما الذي لا ينفصل فالطيران يعد حلقة وصل حيوية بين مجالات توفير السياحة ووجهات السفر بالإضافة إلى أن هناك روابط وثيقة جدًا بينهما لوجود علاقة ذات اتجاهين من ناحية توفير الوجهات السياحية وسهولة الوصول إليها.
وختام القول فإن ما حدث من ارتفاع في أسعار تذاكر الطيران وما حدث من تبعات بعد ذلك الارتفاع يجب أن يكون درسًا لكل شركات الطيران؛ فالطيران المدني يعد أحد روافد دفع عجلة اقتصادات الدول والسير بها نحو التطور الفاعل الذي يسهم في زيادة دخلها القومي إلى جانب تأثيرها القوي في عملية التقدم الحضاري والاجتماعي الذي تنشده جميع الدول من أجل استقرارها ورفاهيتها وتقدمها.
وخزة قلم:
الربح والثراء والصعود على أكتاف البسطاء جريمة في حق البشرية جمعاء !