للمملكة أعجوبتان، أو لنقل معجزتين من النادر أن نجد لهما مثيلًا بين الأوطان في هذا الزمان: الأولى أعجوبة الأمن والاستقرار ورسوخ نظام الحكم، واستقلال ترابه الوطني، وهي نعمة من النعم التي لا تُعد ولا تحصى التي أسبغها الله على هذا البلد الأمين، والثانية نعمة القيادة الرشيدة المحبة لشعبها، المخلصة لأمانة ومسؤولية الحفاظ على وحدة هذا الشعب، والعمل بكل ما أوتيت من جهد وإمكانات لتحقيق التقدم للوطن والرفاهية للمواطن، والانتصار لقضايا الأمة، وخدمة السلام العالمي، وذلك كله من خلال التمسك بالدين الإسلامي الحنيف بالمبادئ والتعاليم والنظم،والتي يأتي في مقدمتها نظام البيعة الذي يستمد أهميته من النظام السياسي وفي المجتمع الإسلامي، وبما يشكله من تأثير كبير في استقرار هذا المجتمع وازدهاره. وليس من قبيل المبالغة القول: إن البيعة في بلادنا العزيزة تشكل -في ضوء المفهوم الإسلامي – ميثاقًا وعهدًا بين الحاكم والمحكوم يقوم على أساس الطاعة والولاء للحاكم من الرعية، والحكم العادل من الحاكم؛ وذلك في ظل لحمة الشراكة في حمل أمانة ومسؤولية الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، والحفاظ على المكتسبات والإنجازات التي تتحقق للوطن من خلال هذه الشراكة التي ظلت تُشكل سمة بارزة للمملكة العربية السعودية على مدى ما يُقارب المئة عام من الثبات والاستقرار والاستقلال، في الوقت الذي شهدت فيه أغلبية دول العالم تغيرات سياسية في أنظمة الحكم، وحيث تعرض الكثير منها للاحتلال، والانقسام، والانفصال، والحروب الأهلية، والتحول من النظام الملكي إلى النظام الجمهوري…إلخ، وبقيت مملكتنا الحبيبة محتفظة بنظامها الحاكم، وظلت أرضها حرة مستقلة، فيما ضرب شعبها المثل في معنى ومفهوم الوحدة الوطنية، وضربت القيادة ملكًا وولي العهد المثل في معنى ومفهوم القيادة الرشيدة الأمينة على تحقيق مصالح الوطن ومصالح الشعب، وتحقيق أقصى درجات الرقي والتقدم للوطن، والرفاهية والازدهار للمواطن، وهو ما يستحق الحمد والشكر لله، وأن ندعوه سبحانه وتعالى أن يحفظ لنا هذه القيادة فخرًا وعزًا وامتنانًا.
كان لهذه المقدمة الطويلة أهميتها، في موضع حديثنا عن الذكرى الخامسة لبيعة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، ولسنا في حاجة هنا كي نعدد ما تحقق للوطن من إنجازات ومبادرات ومشاريع عملاقة منذ تولي سمو الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد من خلال نظام البيعة، كما أنه من الصعب حصر كافة الإنجازات، خاصة فيما يتعلق برؤية 2030، والتي تترجمها هذه المنجزات على أرض الواقع بشكل متواصل، ويراها القاصي والداني مرأى العين، بدءًا من مشروع (نيوم) أول وأضخم مشروع في رؤية 2030 وليس نهاية بأكبر توسعة تاريخية لمسجد قباء بالمدينة المنورة قبل بضعة أيام، والذي يعد أول مسجد بُني في الإسلام، وحيث وجه سموه بتسمية المشروع باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مرورًا بعشرات المشاريع السياحية، والمدن الصناعية، والمشاريع الخدمية وتمكين المرأة، وهو ما يمكن استعراض بعض جوانبه بلغة الأرقام وبالشهادات العالمية فيما يأتي:
تقدم المملكة من المرتبة الـ 26 إلى الـ 24 في تقرير التنافسية العالمية 2020- تقدم في تقرير «المرأة: أنشطة الأعمال والقانون 2021» من 70.6 درجة من أصل 100 درجة في 2020 إلى 80 درجة في 2021 – %31.3 نسب توظيف المرأة السعودية في القطاع الخاص – 41 % قفزة في توظيف النساء بالقطاع الحكومي-سوق «تداول» أصبحت واحدة من أكبر 10 أسواق مالية حول العالم – تقدم سعودي إلى المرتبة الـ12 في مؤشر توافر رأس المال الجريء – المركز الثالث عالميًا في مؤشر حماية أقلية المستثمرين – الأول في التنافسية الرقمية على مستوى مجموعة العشرين – الأول في سرعة الإنترنت على الجيل الخامس.
تحل هذه الذكرى العزيزة علينا جميعًا مع إطلالة عيد الفطر المبارك، ليحتفل شعبنا السعودي الوفي لقيادته العاشق لتراب وطنه بعيدين وفرحتين ومناسبتين سعيدتين تأتيان معًا؛ ولينتهز هذا الشعب الوفي هذه الفرصة السعيدة ويرفع أسمى آيات التهنئة والتبريكات للمليك المفدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده المحبوب سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، مجددًا البيعة لسموه على السمع والطاعة في السراء والضراء … وكل عام ووطننا العزيز الغالي ملكًا وولي عهدًا وحكومة وشعبًا وحرمًا آمنًا وترابًا مصونًا بخير.