للنجاح الباهر الذي حققته قوات أمن العمرة؛ بقيادة سعادة اللواء محمد بن عبدالله البسامي، في شهر رمضان من هذا العام، طعمٌ خاص، قياسًا على التحديات الكبيرة التي صحبت الموسم، ممثلة في رفع معظم الترتيبات الاحترازية والإجراءات الوقائية التي فرضتها ظروف جائحة كورونا، وانتظمت عليها البلاد لأكثر من عامين ونيف، ليأتي قرار رفع الحظر، وما تبعه من فتح الحرمين الشريفين لاستقبال المصلِّين والزوّار والمعتمرين بكامل الطاقة الاستيعابية، الأمر الذي فرض واقعًا جديدًا وخلق تحديات كبيرة أمام كافة الجهات المسؤولة، وفي مقدمتها قوات أمن الحج والعمرة، ليأتي نجاحها كفاء الثقة الملقاة على عاتقها، ولتؤكد قدرتها على مواكبة الظروف والتعامل مع المستجدات بروح المسؤولية العالية، في منظومة من عمل متسق تدعمها كل القطاعات ذات العلاقة، وتعززها رؤية العمل بروح الفريق الواحد.
ومما لا شك فيه أن هذا النجاح ليس ضربة حظ، ولا رمية من غير رامٍ؛ بل هو نتاج عمل مدروس وخطط محكمة واستراتيجيات أخذت في حسبانها كافة الاحتمالات ووضعت الحلول المسبقة لكافة المعوقات والتحديات المحتملة، فلا غرو إذًا أن يكون النجاح حليفها، والتوفيق والسداد ديدنها، فكل من تابع الخطة التي أعلنتها قوات أمن العمرة في المؤتمر الصحفي الذي عقدته مع بداية الشهر الفضيل، أيقن بأن الجميع على أهبة الاستعداد، وأن روح المسؤولية والعزم على النجاح كانت السمة الواضحة والهدف المنشود، وأكثر ما أعجبني في هذه الخطة المحكمة أنها جاءت في سياق متكامل بين كافة القطاعات، كما لو كانت جميعها بمثابة التروس في ماكينة واحدة، يعضد بعضها بعضًا، ليكون النتاج هذا النجاح الباهر الذي تحقق، فضلًا عن أن الخطة الموضوعة جاءت مراعية للمتغيرات على الساحة، بتقسيمها إلى ثلاث مراحل تبعًا لعشريات رمضان الثلاث، وما يتبع كل عشرة أيام من متغيرات ومستجدات على أرض الواقع، نتطلّب جهودًا أكبر، ومعالجات مختلفة، سواءً في الحرم المكي أو المدني على السواء، مما كان له الأثر الملموس في نجاح الخطة، وبلوغها الغاية المنشودة.. ولا ننسى كذلك روح الالتزام الذي طُبقت به الخطة مصحوبًا برفق من أفراد أمن العمرة ومنسوبيها، اقتضته طبيعة المكان وقدسيته، فكان التوجيه الحازم مقرونًا مع لطف في التوجيه، بخاصة فيما يتصل بكل ما يعوق حركة السير من افتراش أو الصلاة في غير الأماكن المخصصة أو إعاقة مسار الحركة العامة مما يؤدي إلى التدافع والاكتظاظ، فكل ذلك تم التعامل معه بطريقة احترافية ووعي كبير، انتهى بالجميع إلى موسم سلس، وأداء للشعائر بطمأنينة وروح إيمانية عالية..
إن هذا النجاح المحقق يستوجب منا جميعًا رفع الصوت بالشكر والإشادة لكل من ساهم فيه، ونخصُّ بالشكر قوات أمن العمرة بقيادة اللواء محمد بن عبدالله البسامي، وكل القطاعات المساندة ذات العلاقة، سائلين الله لهم التوفيق في كل ما يوكل إليهم من مهام.. وكل عام ووطننا وقيادتنا وشعبنا بألف خير وفي نماء وتقدم ونجاح مضطرد.
0