المطار عنوان أي بلد؛ فهو الانطباع الأوَّل الذى يأخذه الزائر لهذه الدولة أو تلك، وهو الأكثر تأثيرًا على الصورة الذهنية عند الزائر، فإذا كان هذا الانطباع حسنًا فالنتيجة ستكون جيدة، وإذا كان سيئًا كانت الصورة الأخيرة للزائر عن تلك الدولة التي زارها سيئة بكل تأكيد.
وهنا لا أقصد بالتحديد عظمة أو روعة مباني المطارات وتشكيلاتها الهندسية فقط، بل أقصد ما هو أبعد من ذلك وأهم ألا وهو سلوك الموظفين وتعاملهم مع المسافرين، وجودة الخدمات بشكل عام خاصة تنظيم القادمين والمغادرين على أرضية الصالات الداخلية حتى لا تحدث الفوضى؛ فتخرج الأمور عن السيطرة، وتصبح الدولة برمتها معرضة للانتقاد من قبل الآخرين.
وقد شهد مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد حركة كثيفة خلال الأيام التي سبقت عيد الفطر، وبعده نتيجة لتوافد أعداد كبيرة من المعتمرين من كافة أصقاع الأرض، وكذلك من المواطنين الراغبين في السفر بين مدن مملكتنا المترامية الأطراف لقضاء إجازة العيد مع ذويهم، إلا أنه ومع تزايد عدد الرحلات وارتفاع الضغط، لم يرتقِ القائمون على المطار لمستوى التسيير الدولي الاحترافي، في استقبال وتوجيه المسافرين، الذين افترشوا الأرصفة وأرضية صالات القدوم والمغادرة في منظر أشبه ما يكون بمناظر لاجئي الحروب والكوارث؛ حيث شاهدناهم تائهين في مساحات واسعة من المطار، وعلى وجوههم خيبات الأمل التي واجهتهم مع أولى خطواتهم على أرضية المطار.
ومن هذا المنطلق فإن الصورة التى نقلتها لنا وسائل الإعلام المختلفة من مطار جدة الجديد «تكسف» باللهجة المصرية بل إنها أمر مشين، يجعل السائح والمعتمر «يطفش» ، فالطوابير الطويلة فى صالات المغادرة، والتي امتدت إلى خارج بوابات الصالة فى مأساة حقيقية خلقناها بسوء التنظيم والتخطيط التي وضعتنا في موقف صعب أمام العالم بأكمله، فرفقًا أيها المسؤولون بالمواطن والمقيم والسائح الذى نريده يعود إلينا، ورفقًا بسعوديتنا العظمى أيها السادة الجالسون فى البروج العاجية ذات الهواء البارد!!
فمطار حديث وجديد كلّف مئات الملايين من الريالات، وتحدث فيه كل هذه التكدسات والتأخر في الرحلات وإلغاء البعض منها ربما تجعل المسافر يرسم صورة غير جيدة على عن مطاراتنا بأكملها. فبعض الإنجازات تتحوّل إلى عبء على أصحابها، وإلى نقمة على الدولة التي أنشأتها إذا لم تتوفر الإدارة المسؤولة التي تقدم الخدمات اللازمة للمستفيدين، لا سيما تلك العناصر البشرية المؤهلة والمدربة والتي تعد من أهم العناوين البارزة لإدارة هذه المشاريع العملاقة بكل كفاءة واقتدار!
وختام القول.. فإن المهازل التي حدثت في ساحات الانتظار فى مطار جدة الدولي بوابة الغرب السعودي، ومقصد الحجاج والمعتمرين يجب أن لا تتكرر مرة أخرى، ونحن على مشارف رؤية ٢٠٣٠، ولابد لها من حلول جذرية على مستوى خدمات الأفراد، وعلى مستوى الشحن الجوي للأمتعة؛ فقد فاض الكيل مما يستوجب على المسؤولين التدخل بشكل عاجل حتى لو كلفت شركة أجنبية بإدارة المطار وخدماته الأرضية والجوية؛ بحيث يكون ضمن شروط عقد تلك الشركة تدريب الكوادر السعودية وإكسابهم الخبرات التي تجعلهم يديرون مطارًا بحجم مطار الملك عبد العزيز في المستقبل القريب.
وخزة قلم:
المطار هو بداية ونهاية تجربة السائح؛ فإن لم نبدأ بداية جيدة ونهاية سعيدة؛ فإنه لن يعود مرة أخرى مهما قدم له من تسهيلات.
الأستاذ عبدالرحمن العامري ، كاتب مبدع أستطاع ان يشخص الحالة بريشة فنان طوع الكلمات لرسم حالة سلبية تزعج المخلصين من المحبين لتراب الوطن تناقلتها وسائط التواصل الاجتماعي فما حصل من تكدس للمغادرين في مطار الملك عبدالعزيز الدولي (الذي كلف مئات الملايين) ، خلال الايام الاخيرة لموسم شهر رمضان المبارك والتى نامل الا تتكرر مرة اخرى ونحن مقبلين خلال ايام على استقبال ضيوف الرحمن لاداء مناسك الحج ، نتطلع ان تنهي اللجنة المشكلة من قبل معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية في الجهة المتسبب في المشكلة ومحاسبتها فمن أمن العقوبة أساء الأدب ، شكرا للقائمين على صحيفة مكة الالكترونية على جهودهم المميزة والمهنية التى تميزهم لخدمة الوطن الغالي .