المقالات

الحب في زمن الببجي .!

الحب والحرب، تلك الثنائية المتناقضة في رأي المتواضع ، وإن بدتا للوهلة الأولى عصيِّتين على الاجتماع معًا، ولكن معكل تلك الحكايات القادمة لنا من ساحة “الببجي سوف نكتشف، أنهما ربما كانتا الكلمتين الأكثر ارتباطًا على منيلعبها ، فالحب أشبه بالملجئ المحصّن الذي نهرع ونفر إليه من الواقع المؤلم لدى اغلب من يمارس تلك اللعبة التيسيطرت في وقت وجيز على اغلب ممارسيها ، وهو في تلك الحالة ليس اختيارًا بقدر ما هو احتياج، فعلى قدر ما تولِّدهمأساة الحرب من دمار وقتل، تُوَلِّد أيضًا الحاجة إلى العودة إلى الطبيعة الإنسانية حيث يشعر الإنسان مع الحب أنه لايزال على قيد الحياة.

فهل نحن قادرون على أن نحب ونعيش  ونمنح ذلك الإحساس الجميل وسط أهوال الحرب وبشاعتها على أرض الواقع ؟

وهل يستطيع من عاش فظائع الحرب وعانى من ويلاتها جسدياً ومادياً ونفسياً أن يمنح الحب لسواه، بقدر مايمنحه فيلعبة الببجي ، وأن يقدر على تلقي الحب من الآخرين بشكل طبيعي، مثله مثل شخص يعيش في بلد آمن لم يشهدالعنف والدمار؟.

إن مفهوم الحب بأبسط أشكاله: هو أن تمنح لغيرك كما تمنح لنفسك. ما يعني أنه اندفاع لمساعدة الآخر دون شروط أواطماع أو مصالح أو نوايا سوداوية ، بل فقط لأنه إنسان يتألم، كأن نهرع لمساعدة عاجز أو نُقدّم الطعام لجائع أو نقفإلى جانب شخص مظلوم، بغض النظر عن هوية من نساعدهم، ومن غير أهداف أنانية مثل كسب الثواب لتحصيلمقابله الأجر ، ومثل هذا المعنى لمفهوم الحب السامي لا يأتي بالفطرة بل بالاكتساب والتعلم من الأهل والمدرسة والبيئة.

 هنا حيث أعيش ، أتابع في رواحي وغدوي يومياً عشرات الصور والمواقف التي تحصل أمامي ممن يمارس لعبةالببجي بكل شغف وعندما اتابع اجده منهمك لحد الثمالة ويجسد دور البطولة والقائد ابتداءً بالمطار ومنه يقود فريقهإلى الحاويات وهي اشرس الأماكن حسبما اسمع ممن يمارس اللعبة ، ومن ثم يقع في فخ الحب وينسى انه القائدليلتقي بمحبوبته في اللعبة في مدينة بوشنكي ويجد انه في حرج شديد امام محبوبته عندما تضيق بها وبه  السبل في zoon وبحاول ان يستخدم كل مالديه من ذخيرة وسلاح للخروج من ذلك الموقف امام المحبوبة فتجده تارةيستخدم (ام فور ، اي كي ام ،ويتحول إلى قناص Awm… ويفضل الخروج من تلك المدينة في الواقع الأفتراضي  إلى مدينة روز هوك الأفتراضية ليعيش اجمل لحظات الحب الأفتراضي

ما شدني في تلك اللعبة هو مقدار مايصرفه البعض من مبالغ خيالية عليها وخصوصا من ذوي الدخل المحدود..!

برر أحد الضليعين في اللعبة إن ذلك له مردود مالي ؛ حيث ان بأمكانه أن يعرض حسابه للبيع

وبعد مسألات كثيرة ممن يمارس اللعبة اتضح لي أن المصروفات تضاهي المكتسبات والمردود من هذه اللعبة

اذا ماهو المردود من ذلك ؟

اخبرني احد ممارسي اللعبة بأنه قد صرف أكثر من ثلاثين ألف ريال لشراء : ( شدات لرفع معدل RP أي التصنيف ،أكسسوارات “ااسكنات “، الصناديق ) .

وعند عرض حسابه للبيع لم يتجاوز راغبي الشراء مبلغ 7000 ألاف ريال

إذا أن ماينفقه ممارسي اللعبة ليس له مردود مالي كما حاول البعض أن يبرر شغفهم باللعبة؛ بل أن الهدف منه استجداءولفت انتباه الطرف الأخر في عالم ببجي الأفتراضي حتى يحضى بالحب والمتابعة والشهرة .

ما رأيكم لو صرفت تلك المبالغ في العالم الحقيقي للأستثمار في أحدى المشاريع الصغيرة ؛ او في مساعدة محتاجين ، أوفي تبرع لأحدى الجمعيات الخيرية ..!!؟

لك أن تتخيل عزيز القاريء المردود الحقيقي من ذلك

وخلاصة ما اريد أن اتوصل له :

أنك لن تجد السعادة والشعور بالمحبة في العالم الأفتراضي بقد ماتجده وينعكس على حياتك في العالم الحقيقي .!

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button